من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

فهل أنتم منتهون؟!


لو أن الخمر هي أم الخبائث ومفتاح كل شر، فإن تشويه الإدراك هو أبو المصائب التي جناها علينا المخلوع، ومفتاح كل خطر يصيب الثورة.

لقد عمد المخلوع طوال عهده البائد إلى تدمير التعليم المبني على البحث والاستنتاج، واستبدله بحصص التلقين والتسمين، التي لا تفرز أشخاصا أسوياء، يعون ما يقولون، ولا تسمح باستخدام العقل الذي ميز الله به الإنسان، كما دأب المخلوع على إعلاء قيم النفاق والتملق، فوق قيم العمل والكفاءة، فأورثنا أجيالا شُوِّه إدراكها، واهتزت ثوابتها، فاهتمت بسفاسف الأمور، وأنهكها البحث عن مبررات الظلم، لا الوقوف في وجهه.

الفقرة السابقة تلخص المحاولات الحثيثة لأغلب شعبنا المقهور، في تبرير قتل المتظاهرين، ومحاكمة النشطاء، وانتهاك عرض البنات، من قبل طغاة الجيش والشرطة، فانتقل الحوار من قبول أو رفض هذه الممارسات مبدأً إلى التراشق لنفي أو اثبات أهلية الضحايا للاحترام والمحافظة على أرواحهم وأعراضهم، وكأنما قد خلق الله الناس بعضهم آدميين لهم كل الحقوق، والآخرين (كمالة عدد)، لا يُعبأ بهم ولا لهم.

حتى ترى فداحة الموقف وحجم انتشار تشوه الإدراك يكفي أن تعلم أنه قد أصاب جميع الطبقات، حتى خريجي الجامعات الذين يفترض فيهم اهتمامهم بالعلم والبحث، أو الكتّاب الذين يفترض فيهم رقي الأحاسيس وتهذيب المشاعر، فتجد منهم من يقبل قتل سائق ميكروباص الأزبكية بدعوى أن (ربنا خلق الأنسان ثم الحيوان ثم سائقي الميكروباص)، ومن يبرر قتل المتظاهرين بدعوى أنهم بلطجية وهاجموا أقسام الشرطة، ومن يساند محاكمة علاء عبد الفتاح عسكريا لأنه ملحد، ومن لا يرى في فتاة التحرير المسحولة غير أنها لم ترتد شيئا تحت ملابسها، أو أنها سَبَّت الضباط والعساكر، ومن ينكر غضبتنا لأجل هذه الفتاه باعتبار أن الاهتمام بحريق المجمع العلمي أولى، فهل وجدنا أثرا لهذا التعليم أو المجمع العلمي في أخلاق هؤلاء المتباكين؟!

إن الإدراك المشوه لدى هؤلاء هو ما جعلهم يخلطون بين أهمية البحث والتقصي عن صدق التهم الموجهة لأولائك الضحايا مع كامل الرفض لما وقع عليهم من تعد وظلم، وبين اعتبار التهم الموجهة مبررا لانتقاص آدميتهم وحقوقهم التي كفلها الدين والعرف، والإدراك المشوه أيضا جعل الناس تسوق أدلة من الشرع هي في حقيقتها لا تجيز التعدي والظلم، بينما هم تعاملوا معها كما تعامل من حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها، والإدراك المشوه أيضا هو ما أبعد هؤلاء عن الفطرة السليمة والنخوة والانتصار للمظلوم وهي قيم حرص عليها العرب في الجاهلية، رغم أميتهم، بينما أهدرناها رغم تعلمنا.

لقد حبس الخليفة عثمان عبيد الله بن عمر بن الخطاب حينما اقتص من قتلة أبيه الفاروق بنفسه، رغم ثبوت التهمة بحقهم، ذلك أنه تعدى على حق الحاكم في التحقق من توفر شروط القصاص في حق الجناة، وأنه اقتاد بنفسه، ولم يشفع له أنه ابن الفاروق، ولا أن الجناة من أعداء الدين والمفسدين، بل يروي الطبري أن عثمان قد مكن ابن أحد الجناة من القصاص من عبيد الله لولا أنه عفا عنه، وهكذا كان الإسلام، يكرم الإنسان ولا يرضى بامتهانه، فليس ثبوت التهمة مسوغا للتعدي في تطبيق شروط القصاص، فما بالك إن كانت التهمة لم تثبت وكان القصاص متعديا حدوده أصلا!

لقد ذم الله أقواما بما عصوا وكانوا يعتدون، وأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، ولا أدري كيف يفعل بنا الله وقد بلينا بمن لم يكتف بعدم إنكار المنكر، بل تعداه لتبريره، واستمراء الباطل، ولوك الأعراض، فإن عجزتم عن نصرتهم فلا أقل من البعد عن انتقاص آدميتهم وتبرير الظلم الواقع عليهم، فهل أنتم منتهون؟!

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الأحد، 18 ديسمبر 2011

ليسوا رجالا


نظرته توحي بأنه قارب على استيعاب الحقيقة والاعتراف بها، لطالما ناقشني بأن الجيش حمى الثورة، لم يكن يورد أدلة على ما يقول إلا حجته بعدم ارتكاب الجيش المصري لمجازر مثيليه في ليبيا وسوريا، وكأنما أصبح ذلك هو قاعدة الأداء التي ننطلق منها في المقارنة!

حقيقة لم أكن -لوقت طويل- أتهم الجيش عادة، بل كنت حريصا على التفرقة بين المجلس العسكري والجيش، وكان هو حريصا على الخلط بينهما، هو ليس أقل وطنية من أي شخص، ولكنه أشد خنوعا، يختلط عنده حب البلد بحب الأشخاص، والرغبة في الاستقرار بابتلاع المهانة، وهما شيئان لم أعان منهما أبدا، هل لكوني من صعيد مصر أو لأصولي القبلية العربية دخل في هذا؟ هل لعدم النشأة في بيئة القهر التي نادرا ما يتفلّت من قهرها الأشخاص يد في هذا؟ لا أدري

تردده في الاعتراف بالحقيقة أو الخطأ يتماشى مع طبيعته المنكسرة الخاضعة، لذلك لم أطق انتظاره حتى يمهد ويسوق المبررات التي جعلته يخطئ في قناعته، بادرته أنا بالاعتراف أنه كان على حق، فالمجلس والجيش شيء واحد! كانت هذه معلومة إدراكها يقلب تسلسل الروابط في عقله، وتجعله يحتاج لمراجعة أخرى كي يقر بتجاوزات الجيش المصري، ولكنني عاجلته باعتراف آخر أثلج صدره، وجعله يبتلع اعترافه بشأن خطايا المجلس العسكري، على الرغم من أنه لم يبح به أصلا، قلت له أنني أيقنت الآن أن هناك أياد غير مصرية تعبث بالوطن. وأنها أياد لا تعرف معنى الرجولة ولا الإنسانية.

قال لي وقد أبدى اهتمام من يريد الاقتناع: (أياد خارجية وقد عرفناها رغم أنك كنت تنكرها، ولكن ما حكاية أنها لا تعرف معنى الرجولة ولا الانسانية؟)

قلت له: (أتعرف برادلي مانينج؟)

لم انتظر ردا وتابعت حديثي: (مانينج هو جندي أمريكي، شاذ جنسيا، مسجون ومعاقب بأقسى الظروف التي أدت لعلاجه حاليا بالعقاقير النفسية، أتعرف لماذا؟)

رد وهو ينظر إلي مستنكرا: (طبعا لشذوذه، عافانا الله)

قلت له: (أمريكا بلد الحرية، وهم لا يقمعون الشذوذ الجنسي، يا سيدي مانينج كان مجندا أمريكيا في العراق، كان في دورية حينما وقعت في كمين نصبه مدنيون عراقيون، وقد تعاملوا بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، بيد أن قائدهم أمرهم بمتابعة القتل، حتى بعد انتهاء الخطر، بل وتوسيع دائرة المراد قتلهم، فما كان منه إلا أن رفض إطاعة الأوامر، ثم قام بنشر تسجيل عن هذه الموقعة، مع غيرها من تجاوزات الجيش الأمريكي، الشيء الذي اعتبره الجيش إضرارا بالأمن القومي!)

قال: (وما علاقة هذا الشاذ بما تقوله؟)

رددت: (أعجز جنود الجيش هنا أن يكونوا أثبت في الحق وأرفض لإنفاذ أوامر الظلم من جندي شاذ! قلي ما درجة رجولتهم التي تبيح لهم هتك عرض النساء والرجال وقتل الأطباء وعلماء الدين؟!)

رد وقد تمعر وجهه: (حسنا، وكيف عرفت الأيادي الخارجية؟)

قلت له: (لقد طلب الفاروق الشهادة في سبيل الله والموت في حرم نبيه، وقد أكرمه الله بهما، ولم يهنأ بال الفاروق إلا عندما علم أن قاتله مدع للإسلام وليس بعربي، أوتعلم الشيخ عماد الدين عفت؟ هو رجل أحسبه صالحا ولا أزكي على الله أحدا، هذا الشيخ تمنى الشهادة طول حياته، سألها الله بصدق، اقتنى بريدا الكترونيا منذ عشر سنين باسم شهيد الأزهر، شارك في الثورة من أولها، لم يتاجر بزيه الأزهري، كان يحج بيت الله منذ شهر ودعا الله أن يرزقه الشهادة، أتراه يموت على يد ابن وطنه!)

سألني: (أوتعني أنه لم يقتل بيد رجال الجيش المصري؟!)

قلت: (بل قتل بيدهم، هم ليسوا رجالا، ولا مصريين).

الأحد، 4 ديسمبر 2011

فن التدليس المبتذل


تحفل الصحافة بالكثير من الغث الذي لا وزن له، سواء من ناحية الصياغة أو المحتوى، ولو لم أجد من يستشهد بمقال غادة شريف (أمة نعيمة.. نعمين) ما كنت لأكلف نفسي عناء الرد عليه.

تستنكر كاتبة المقال إطلاق لقب عرس الديمقراطية على الانتخابات الحالية بدعوى أنها أقيمت مع التلويح بالغرامة المفروضة على الممتنعين عن المشاركة -الكاتبة أخطأت في المقال وقالت (غرامة خمسمائة جنيه لمن لا يصوت ) وليس غرامة على من لا يصوت- مغفلة لحقيقة أن قرار توقيع الغرامة على المتخلفين عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات هو قرار قديم، وأن التغيير الوحيد الحاصل هو زيادة قيمة الغرامة، وأنه رغم وجود القرار القديم فإن ذلك لم يدفع المواطنين إلى المشاركة سابقا، ورغم نقص قيمة الغرامة مقارنة بالحالية ووجود مواطنين قادرين على دفعها فإنها لم تحصل أبدا.

ثم تطرح كاتبة المقال فرضية أن (هذه المسرحية ليست أكثر من كمين محترم حتى نذوق قسوة حكم الإسلاميين فنندم فى النهاية على أيام بابا حسنى وماما سوزان) مستدلة بأننا ( بلد تقترب نسبة الأمية فيه من أربعين فى المائة، وعدد من يعيش تحت خط الفقر يقترب هو أيضا من تلك النسبة.. طب بالله عليك عندما تأتى بشخص أمى ويعيش تحت خط الفقر ثم تفرض عليه غرامة تقطم وسطه إذا لم ينتخب، سيادتك متوقع أنه سيعطى صوته لمن؟.. طبعا أكيد سيعطيه لمن يظن أنه سيدخله الجنة أو لمن إذا لم ينتخبه لن يدخل الجنة!!)، وهو استدلال فاسد لأنه يفترض أن السبيل الوحيد للنجاة من الغرامة هو الذهاب للانتخاب مع الحرص على صحة الصوت! وهذا مخالف للحقيقة ولمنطق المكره على الانتخاب، فما أسهل من أبطال الصوت نكاية في من يريد إكراهنا على الانتخاب، وكيف يستيقم الإكراه مع حرص الناخب على اختيار مرشحين إسلاميين من قائمة طويلة لمرشحي مقاعد الفردي قد تصل لأكثر من مائة مرشح!

ثم تدعي كاتبة المقال أن (الليبراليين الذين رشحوا أنفسهم فى مواجهة بعضهم البعض فكان التفتيت الشنيع لأصوات المثقفين والمستنيرين الذين يشكلون الستين فى المائة الباقية) وهذه فرية عجيبة، فالكاتبة تغافلت عن أن العدد الأكبر للقوائم ومرشحي الفردي هو من نصيب التيار الإسلامي يليهم أحزاب الفلول التي بعثت بعد موت الحزب الوطني، فكيف يكون تصويت ال60% المستنيرين لعدد أقل من القوائم والفردي تفتيتا لهم، في حين ينجح ال40% الجهلاء الفقراء في إنجاح التيار الإسلامي للدرجة التي قصرت الإعادة على مرشحيهم في عدة دوائر، أي أن التيار الإسلامي ينافس التيار الإسلامي! ثم ما قول الكاتبة في نتائج انتخابات النقابات المهنية التي سبقت الانتخابات البرلمانية واكتسحها الإسلاميون؟ هل الأطباء والصيادلة والصحفيون والمهندسون في عداد الجهلاء الفقراء!

وتستكمل كاتبة المقال تخاريفها حينما تربط بين (غزوتين، الأولى غزوة الاستفتاء حين قال الأربعون فى المائة إياهم نعم للانتخابات أولا، والثانية فى غزوة الانتخابات البرلمانية عندما قال نفس الأربعين فى المائة نعم للمرشحين الإسلاميين.. وبهذا انتصر الإسلاميون على المستنيرين بواقع نعم لنعمين!!)، فلو افترضنا صحة ما قالته سابقا من تفتت أصوات ال60% المستنيرين لوجود أكثر من مرشح، فكيف تفتتت نفس الأصوات ولم يكن أمامهم غير اختيار واحد في استفتاء التعديلات البرلمانية! كيف يستطيع ال40% الجهلاء الفقراء أن يحققوا فوزا بنسبة 72% من مجموع الأصوات التي شاركت ويفشل ال60% المستنيرون القادرون!

وفي نهاية مقالها أرادت الكاتبة تزيين مقالها بالتأكيد على (أن الصوت الواعى فقط هو الأمانة وليس صوت الأمى القابع تحت خط الفقر) ضاربة بالديمقراطية والليبرالية عرض الحائط، ومنتهكة حق الفقراء والجهلاء وقليلي الحظ من العقل والتعليم في التعبير عن رأيهم واختيار من استطاع مخاطبتهم، وفارضة الوصاية عليهم، وما أسهل على أمثال هذه الكاتبة أن يعدوا هؤلاء البسطاء برخاء الدنيا، وثواب الآخرة، طالما أنهم فعلا لا يخالفون شرع الله ويتفقون في منهجهم مع مقاصد الشريعة.

قضيتي مع مثل هؤلاء الأشخاص مزدوجة، فهم يدلسون كما أن تدليسهم مبتذل، فإن كانوا لم يحترموا صورتهم ولا مصداقيتهم، فليحترموا عقولنا ولا يستخفون بها. وهم يذكرونني براقصات الدرجة الرابعة اللاتي يجلبن بالجملة لإحياء أفراح محدثي النعمة فاقدي الذوق والدين، فأنت في هذه الأفراح لا تتساءل إن كان ما يقدمنه يدخل في نطاق فنون الرقص فحسب، وإنما تجاهد لتقنع نفسك أنهن يدخلن في عداد النساء أصلا، ولا سبيل لقبول ما يقدمنه إلا بتعاطي المسكرات والمخدرات الرخيصة، تماشيا مع الحفل الذي تقدم فيه.

السبت، 3 ديسمبر 2011

برقيات ملهاش لازمة 6


  • إنها لا تنسى أفعالك، فهي تضع جميلك في جيب وراء ظهرها، وتضع خطأك في جيب أمامها...المشكلة أنها لا تستطيع إخراج ما وضعته في الجيب الخلفي
  • في نظرك لا يجب أن تناقشك في الأمور البديهية... في نظرها لا يجب أن تناقشها لأن ذلك بديهية
  • المرأة التي تطلب منك شراء أشياء رغم ضائقتك المادية "عينها قوية"... والتي تتخانق معك إذا رفضت "بجحة"... أما التي تقول لك حينما تشتري طلبها: "إنت اللي جبته من نفسك" فلا أعرف لها وصفا حتى الآن
  • هن يقصدن فعلا "ضل راجل ولا ضل حيطة"... فالحيطة لن تحس بلهيب الشمس حتى توفر لهن الظل
  • يحكيان لبعضهما عن فرص الارتباط بالشريك "اللقطة" التي أضاعاها بمحض إرادتهما... هل تريدان إثبات غبائكما!!
  • في الزواج لا تأخذ النصائح من الحكماء ولا تصدق الحلول المنطقية، فلو أن فيها نفعا ما كان لسقراط أن يتعذب في زواجه
  • الحكمة: أن تكون مؤمنا أن الزواج ليس ورديا
      الواقعية: أن لا ترفع سقف توقعاتك من الزواج ما دمت مؤمنا بالحكمة السابقة
      الحمق: أن تقدم على الزواج بالرغم مما سبق
  • لا أحمل لها أي ضغينة، فقد جعلتني شجاعا أعلن ما أؤمن به

الخميس، 1 ديسمبر 2011

ماذا يريدون؟


(هما اللي في التحرير دول عايزين أيه؟)

كلنا سمعنا هذا السؤال، وكلنا تفاعل للإجابة، وظل السؤال يطرح.

أظنني قد وصلت لإجابة قد تغنيك عن جهد البحث عن إجابة، أو جهد الرد على من يسأل هذا السؤال.

بالأمس وصلت مبكرا للمستشفى حيث أعمل

كنت قد نظمت حملة للتبرع بالدم من اليوم السابق وأستكملها ذلك اليوم

وددت لو كانت هذه الحملة تنظم في مصر كي أساهم في إنقاذ حياة مصابي الثورة

ووددت لو تبرعت بالدم حين سافرت إلى مصر للمشاركة في انتخابات نقابة الأطباء، ولكن قدر الله وماشاء فعل حيث لم يتح الوقت ذلك

جلست إلى جهاز الكمبيوتر ودخلت إلى عالم الانترنت

بدأت أتفحص صفحتي على حسابي في الفيس بوك

وجدت صديقي قد شارك أغنية يا الميدان لعايدة الأيوبي على صفحتي ومعها تعليق جميل أنه أصبح لا يحتمل عدم الاستماع إلى الأغنية كلما دخل إلى حسابه

لم يكن هناك سماعات لأستمع إلى الأغنية فكتبت تعليقا وخرجت

الأمس كان يوما حافلا بالمهمات التي أنجزتها

من حملة التبرع بالدم لحضور مؤتمر للذهاب إلى صديق يريد شراء سيارة كي أوصله وأخيرا شراء محول كهرباء لقريب حتى يتمكن من استخدام اللاب توب

عدت إلى البيت منهكا ولم أتذكر سماع الأغنية

بدأت مشاهدة برنامج يسري فودة وأنا بين النوم واليقظة

انتهى البرنامج

بعده عرضت الأغنية وأنا على نفس الحالة

لم انتبه للأغنية إلا في النهاية


تذكرت أنني لم اسمعها فبحثت عن مشاركة صديقي لها على حائطي وبدأت الاستماع

حمدت الله أنني لم استطع الاستماع إليها سابقا

مازلت أبكي

الاستماع إليها أول مرة تحت تأثير النوم أطلق شحنات مشاعر متدفقة

جعلني أعرف كم افتقد إنني لم أنزل للميدان أبدا في وقت الضرب

جعلني أفهم لم حرصت على المشاركة في الفعاليتين اللتين أقيمتا أثناء أجازتي السابقة في مصر

جعلني أفهم لم أنتصر للثورة من كل من يهاجمها لعلي أحسب في زمرة الثوار

جعلني أندم على غربتي

جعلني أفهم لم يظل هؤلاء يسألون عما يريده من بالميدان

السبب لا تستطيع صياغته الكلمات

إنما تعبر عنه الدموع

فاعذروهم حينما لا يفهمون ماذا يريدون، فهم لم ينزلوا للميدان

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

وبالديمقراطية هم يكفرون


 نحن نقبل الديمقراطية طالما كافأتنا، فإن واجهنا من عنده ميزة تنافسية انقلبنا على أعقابنا، مقولة لا أملّ من تكرارها طالما ظلت النخبة القابضة على منابر الإعلام والمتصدرة للمشهد على دأبها من إقصاء الإخوان والسلفيين، أو التيار الإسلام السياسي عموما.

لوضع الأمور في نصابها فإنني لا أدعي أن الميزة التنافسية لدي تيار الإسلام السياسي تكمن في خبراتهم السياسية ولا سابقة أعمالهم، لأنه ببساطة لم يتح النظام السابق طوال عقود أي فرص للمشاركة لأي فصيل بما يسمح باختبار الأفكار والبرامج التي يطرحها، وسقف ما أتيح لهم هو بعض المناوشات التي لم تختبرا لنعلم إن كانت معارضة حقيقية مبنية على حلول مدروسة أم معارضة من قبل التنظير المرسل، أم معارضة مهجنة لدواعي استكمال الصورة الديمقراطية، ويستوي في ذلك التيار الإسلامي وغيره من التيارات السياسية على اختلاف مشاربها. ولذلك فإنني أقر أن الميزة التنافسية التي لدى التيار الإسلامي هي القبول الفطري لدى الشعب لكل ما له صلة بالدين، أصيلا كان أو دخيلا، أضف إليه الممارسات التي يأتي بها بعض من ينتمون للإسلام السياسي، من قبيل الترغيب والترهيب لأجل اختيارهم والبعد عمن سواهم، والتي تعتبر محفزات لأغلب الشعب كي ينتقل من درجة القبول الفطري إلى منطقة الجنوح الإرادي.

بالرغم من إنكاري لهكذا ممارسات إلا أنني أتفهم دوافعها لدى التيار الإسلامي، الذي عانى ومايزال من اتفاق أولي الأمر والنخب التي تحتكر وسائل الإعلام، على إقصائه وتشويه صورته، فقد ظلوا يخوفوننا من الفاشية الدينية، واستبداد الأصولية الإسلامية، بلا أدلة ولا سابق تجربة، بل قياسا على تجارب بلاد أخرى، لا تحكمنا ظروفها، ولأن الظروف الحالية أتاحت للتيار الإسلامي -مثلما تتيح لغيره- الظهور والتعبير والتواصل والتأثير، فقد تحولت الاتهامات والهجمات إلى كفر بواح بالديمقراطية، لأن النخب الممسكة ببوق الإعلام أنكرت حق غيرها في الإعلان عن نفسه،وأنكرت على أولي الأمر إتاحة الفرصة على التيار الإسلامي أن يدلي بدلوه في بحر السياسة.

تحضرني هنا عدة مشاهد تدلل على ما أقول، فقد آذى هؤلاء أسماعنا بصراخهم أن الدستور يجب أن يوضع توافقيا وأن يكون لكل جماعة في الشعب -أقلية كانت أم أكثرية- من يمثلها في اللجنة التأسيسية المنوط بها وضع الدستور، ناهيك عن أن هذا الطرح مخالف لخلاصة تجارب دول سبقتنا في وضع دساتيرها، فهو أيضا يخالف ما اعترضت عليه النخب من إسناد مهمة التعديلات الدستورية للجنة بها إسلامي مشتبه -المستشار البشري- وآخر متهم -الإخواني صبحي صالح-، ولا أعلم ما الفرق بين مطالبتهم بحق كل تيار أن يكون ممثلا ولو كان فردا واحدا، وبين تمثيل الإخوان -وهم أكبر جماعة أو تيار مصري-. ثم كيف يكون إسناد مهمة وضع الدستور للجنة معينة هو أكثر ديمقراطية وأصدق تعبيرا عن رأي الشعب من قيام لجنة منتخبة من الشعب بهذه المهمة! أوليس حكم الشعب من الديمقراطية! وفي الوقت الذي ما انفكوا يتهمون التيار الإسلامي بعقد صفقات سرية مع مجلس العسكر، نرى مقترحات (تتويج) العسكر تأتي من التيارات التي تردد هذا الاتهام، وما مقترح البسطاويسي ووثيقة السلمي بغائبين عن هذا المشهد.

يقول الأستاذ الكبير فهمي هويدي في مقاله (مصر في مرآة الوقت) أن غلاة العلمانيين و«الليبراليين» اعتبروا إقصاء التيار الإسلامي أمرا مفروغا منه في فهمهم للديمقراطية، ولذلك فإن تهمة التواطؤ مع المجلس العسكري ظلت سيفا مشهرا في وجهه، رغم إن الدليل الوحيد على ذلك «التواطؤ» أن المجلس العسكري سمح للإسلاميين بتشكيل أحزاب لهم ورفع الحظر عنهم شأنهم في ذلك شأن غيرهم من السياسيين لذلك فلا تفسير لاستمرار الحملة إلا أنها بمثابة احتجاج على العدول عن نهج إقصائهم المعمول به منذ نحو نصف قرن، بما يعني أن شرعية وجودهم هي المشكلة التي لا تزال تؤرق جماعات الليبراليين والعلمانيين، إلى هنا ينتهي كلام هويدي، وأقول أن نهج الانتقائية في تطبيق الديمقراطية، سواء في اختيار بعض أسسها والكفر بالبعض الآخر، أو اختيار من تطبق عليهم الديقراطية ومن يقصون منها، هذا النهج هو ديمقراطية (تأييف) تذكرني بسمير غانم في مسرحية (المتزوجون)، (اللي جه يلم البنطلون قامت الجاكته ضربت)، وهؤلاء ما أبقوا على الديمقراطية كما هي، ولا صارت (لايقة) عليهم.

الخميس، 24 نوفمبر 2011

مقترح لضمانات نقل السلطة


رصيد الثقة في وعود المجلس أصبح بالسالب، وعليه يجب عليهم تقديم ضمانات تتمثل في أمرين أساسيين، الأمر الأول هو بعض الإجراءات التي تضعف من سلطاتهم المطلقة، والثاني هو تنفيذ مطالب الثورة، وإن كان يوجد شيء من التقاطع بين الأمرين.



1- الرفع الفوري لقانون الطوارئ واصدار إعلان دستوري بعدم تطبيقه مرة أخرى لحين تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة


2- الإفراج الفوري عن المعتقلين وسجناء الرأي وإصدار قانون بمنع محاكمة المدنيين عسكريا بتاتا.


3- تغيير النائب العام بآلية تسمح باستقلاله وتضمن وجود نائب نزيه وحازم


4- وقف جميع الضباط المتهمين في قضايا الاعتداءات والتعذيب واحالتهم للقضاء


5- إعادة هيكلة وزارة الداخلية حسب المبادرات الكثيرة التي طرحت من منظمات المجتمع المدني والحقوقية


6- اسناد مهمة تشكيل الوزارة لأحدى الشخصيات الثورية الحازمة ذات الخبرة، حتى وإن كانت من مرشحي الرئاسة، وإعطاءه مطلق الصلاحية في الاختيارات، واصدار إعلان دستوري بنقل بعض الصلاحيات لرئيس الوزارة، والإبقاء على الصلاحيات السيادية العليا فقط في يد المجلس.


7- إعادة هيكلة وزارة الإعلام بالصلاحيات الممنوحة لرئيس الوزراء.


8- الوقف الفوري لعمليات الاعتداء وسفك دماء الشعب، ومنحهم حق التظاهر دون مساس ودون طلب أو محاولة فض الاعتصام.


9- فتح باب الترشح للرئاسة، والقيام بالانتخاب بالتوازي مع مجلس الشعب، مع تأخير البدء في الانتخابات أسبوعين.


10- الإعلان الفوري عما وصلت إليه نتائج تحقيقات النيابة العسكرية وأحكام القضاء العسكري إن وجدت فيما يخص المتهمين العسكريين في أحداث الاعتداءات المتكررة وأحداث ماسبيرو وكشف العذرية، ومحاسبة القيادات العسكرية عن ترويج الشائعات والاعتداءات.


11- نقل الرئيس المخلوع لسجن طرة، والتحفظ ومنع سفر كل من له صلة بالنظام السابق من القيادات العليا.


وفي مقابل هذه المطالب يتم غض الطرف عن ملفات الجيش المالية السابقة، فلا يتم بحثها ولا معاقبة من له علاقة بالفساد الذي بها

موقفي من الانتخابات


هذا البيان لمن لا زال في حيرة ويريد معرفة أسباب من سيشارك في الانتخابات، عذرا إذا كنت تختلف معي وتريد المقاطعة فلك مني كل الاحترام لحرية اعتقاد أي رأي، واتوقع منك نفس الموقف وألا تعلق على بياني لو كنت مختلفا معي، فأنا حسمت أمري ولا أريد من يساعدني في اتخاذ القرار، كما أنني لا أوجه كلامي لمن حسم أمره ولا يريد المشاركة، هذا البيان لمن يريد تلمس آراء المشاركين.

1- الانتخابات ليست بديلا عن التظاهر والاعتصام في الميادين، بل هي طريقة دستورية قانونية لإعلان رفض الحكم الديكتاتوري والرغبة في انتخاب من يمثلنا.


2- أنا مغترب ولا استطيع التظاهر ولا الاعتصام، وذهابي للانتخابات لن يؤثر على مشاركتي في أشياء لا أستطيع القيام بها أصلا.


3- نحن نعاني من عدم وجود كيان منتخب يمثلنا في مواجهة كيان غاصب للسلطة، وانتخاب البرلمان خطوة على طريق استرداد كامل السلطة.


4- عدم مشاركتنا يعطي الفرصة للتزوير والبلطجة وانتخاب الفلول لأنهم لا يشاركون في الاعتصام وحريصون على الانتخابات.


5- الامتناع عن المشاركة بحجة وجود قانون انتخابات أمثل أو اجراء الانتخابات تحت حكم العسكر كان يستوجب منا الاعتصام والتظاهر والضغط لتغيير هذا سابقا وليس الامتناع حاليا.


6- الامتناع عن المشاركة بحجة أنها ستزور يعطي الفرصة لهم لتزويرها دون افتضاح أمرهم، لأنه لن يكون لفلولهم منافسين، أما وجود منافسين فإما أن يمنع التزوير أو أنه يفضحه، ولنا في مشاركة الإخوان في 2010 مثال.


7- الاحتجاج بأن المشاركة في الانتخابات بيع لدماء الشهداء فليس لي تعليق إلا كيف يكون الامتناع حفظ لدماء الشهداء! كل خطوة تقربنا من دولة حرة ديمقراطية هي احترام لمسيرة المناضلين


8- الاحتجاج بأن المشاركة تؤذي من يعتصمون في التحرير فهذا على الأقل لا ينطبق على المغتربين وغير المغتربين الذين لا ينزلون ميدان التحرير.


وختاما سوف أقوم بانتخاب قائمة حزب الوسط لأنه حزب صاحب مبدأ ولم ينزلق في مسيرة الثورة إلى أي خطأ، أما الفردي فلم أجد مرشح للوسط ولا التيار المصري في دائرتي وعليه فسأنتخب مرشحي الحرية والعدالة، وسوف أكفر عن يميني التي حلفتها.

الأحد، 20 نوفمبر 2011

ضي عيونهم


لم أشرف بمقابلتهم شخصيا، وأخشى إن قابلتهم أن تخونني كلمات الامتنان لهم والفخر بهم، أو أن تأبى عيني الدمع أمامهم، أو أن تدمع فتذكرهم بكريمتهم التي جادوا بها في سبيل الوطن، عن طيب خاطر.


مالك مصطفى، جاد بعينه وهو يضحك، عين حورس إله العدالة عند أجداده، العين التي سهرت الليالي تتابع المعتقلين والمعذبين، تحمر إنهاكا، أو في وجوه الطغاة، جاد بها وكأنما هي خرزة يملك منها الكثير، فلن يحزن عليها، هذا إن أحس بفقدها من الأصل.



أحمد عبد الفتاح، جاد بعينه، رأس ماله، مصور محترف، يأكل عيشه من براعته في التقاط الصور بعينه قبل كاميراته، فقد البعد الثاني والثالث للأشياء، وكل الأبعاد التي لا نعلمها ويحسها الموهوبون، وماذا قال بعد أن أعلمه الطبيب بإصابته؟ يريد النزول إلى ميدان التحرير ليكمل مهمته المقدسة، في نقل الصورة، وفي إكمال الثورة.



أحمد حرارة، طبيب الأسنان الذي فاق الكل، جاد بعينه اليمنى في 28 يناير، وجاد بعينه الأخرى في 19 نوفمبر، كان يضع قطعة معدنية على عينه اليمنى المفقودة، محفور عليها تاريخ الإصابة، اعتقد أنه يثبت الثمن الذي دفعه لثورة ناجحة، ولكن الأمور ظلت على ما هي عليه، فما كان منه إلا أن خلع غطاء عينه اليمنى، وألحق بها أختها، فلو كانت الحرية والكرامة تستحقان بعينيه الثنتين فها هما، وإن لم يقدر على الوصول إليهما فلا يريد أن يرى شيئا من عالمنا الذي فارقه بروحه، منذ أن ذاق طعم العزة.


هؤلاء شاء القدر أن يوفر لهم رعاية طبية عاجلة حرم منها الكثير، رعاية حرم منها من اعتصموا مرات ومرات من المصابين وأهالي الشهداء للمطالبة بحقوقهم ، رعاية حرم منها من جادوا بدمائهم وسلامة أبدانهم لغير مكسب شخصي، لينال المكسب أراذل العمر والخلق، رعاية حرم منها من كانوا في أوائل صفوف الثورة ليتمتع بها من ثاروا عليه ومن اعتادوا على البقاء خلف الصفوف يقتاتون على السحت الذي سمنهم به المخلوع، مجلس المخلوع وشرطته اللذان بدلا من التوبة مما اقترفاه طوال سنين الظلم والاستعباد، أخذتهما العزة بالأثم، فراحا يفتكان بالعزل، وتعاهدا على سلب عيون الشعب بعد أن كسر الشعب عيونهما، يقتّران علينا من خير بلادنا لينعما به كله، وليس للشعب نصيب في موارد بلده إلا بالقدر الذي يشتريان به سلاحا لقمعه.


هؤلاء من أعلم اسمهم، وغيرهم من الأبطال كثير، هؤلاء الذين فقدوا ضياء عيونهم لينيروا لنا ميدان التحرير في شدة العتمة، هؤلاء الذين أضاءت عيونهم المفقدوة ظلمة الميدان بعد قطع الكهرباء، هؤلاء الثلاثة تحديدا أجريت لهم عمليات في عيونهم في يوم واحد، لا نعلم حجم الضرر الذي أصابها، سيظل الشعب مشغولا بالدعاء لهم حتى يزيلوا الضمادات عنها، بينما هم سيظلون مشغولين بحلم الحرية لهذا الشعب .

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

عسكر ولبلب


كم من الصفعات يريد أن يتلقاها القائمون على تسيير أمور البلاد من الشعب حتى يعلموا خطأ قراراتهم وهزيمتهم أمام إرادة الشعب، ففي مشهد مطابق لفيلم عنتر ولبلب، يقوم الملثم (ممثلا للشعب) بتفجير خط الغاز للمرة السادسة أو السابعة، موجها (قلما) موجعا لمجلس العسكر أو الوزراء (الذي يصر على استكمال تصدير الغاز).


الرسالة التي يبعثها تفجير خط الغاز رغم الإصرار على توصيله لإسرائيل تتجاوز مسألة الرفض الشعبي لإمداد عدونا التاريخي بالطاقة المدعومة، فهي تحمل دلالات كثيرة، منها أن القائمين على الأمر هم أول من يزدري أحكام القضاء إذا ما عارض هواهم، وأن انفصال الحكام عن الشعب عميق، وأن آلية اتخاذ القرار تطابق الطريق التي سلكها الحكام للوصول للحكم، فالحاكم يقرر ما يعكس إرادة الشعب حينما يكون منتخبا لذلك فهو مشغول باستقراء آرائه ومعرفة مطالبه، بينما يفرض قرارات فوقية تصادر إرادة الشعب حينما يكون غاصبا للحكم فاقدا للشرعية معتقدا أنه يعرف مصلحة الشعب أكثر منه، وفي هذه النقطة نحتاج لبعض التوضيح.


إن الشعوب لا تحتاج لوصاية من حكامها تقرر لهم ما يعتقده هؤلاء الحكام أنه الأصلح لهم مخالفين بذلك ما يريده الشعب، فالشعوب تعلم ما تريد، ولكنهم لا يعلمون كيفية تحقيقه ولا طرق الوصول إليه، وهنا يأتي دور الحاكم أو القائم على الأمر، أنه يستطيع تحديد مطالب الشعب وترتيب أولوياتها، ويقدر على تحقيقها عبر خطط تنفيذية واضحة، ويكشف أسباب الفشل بمصارحة لا تقبل التأويل ولا التبرير، علما بأن قدرة الشعوب على تحديد المطالب تعتمد على ممارستها لحقها في التعبير وواجب الحكام في الاستماع، ولأننا حديثو عهد بالاثنين فقد نواجه بعض الصعوبة في الصياغة الواضحة للمطالب، أو الاستماع الإيجابي من الحاكم، وهو ما يفرض علينا مضاعفة الجهد وتكرار المحاولة للتوفيق بين الإثنين، وليس الإعراض والاحتجاج بعدم ملاءمة ذلك لنا.


حينما قامت ثورة يناير، استطاعت تحويل بعض الشعارات إلى مطالب واضحة متفق عليها من جموع الشعب، وكان المنتظر والمأمول من المجلس العسكري ووزارته التي اختارها أن يحول هذه المطالب إلى أهداف وغايات ضمن خطة واضحة للتطبيق، ولكنهم ما فعلوا ذلك، ولم يأخذوا مبادرة تحديد مطالب جديدة، ولم يعترفوا أنهم سلطة مؤقتة غير منتخبة ليس لهم القدرة على تطبيق جميع مطالب الشعب، فضلا عن اتخاذ قرارات يرفضها الشعب، فالمجلس العسكري لا يملك كاريزما القيادة، ولا علم الإدارة، ولا هو مؤمن بحق الشعب وقدرته على الاختيار والمحاسبة، ولا يتقن استخدام الأدوات التي تمكنه من ذلك، لذلك كانت قراراته سلسلة من التخبط والمفاجآت التي أصبحت الأقرب لاختيار الأسوأ والمرفوض من كل الخيارات، وبلا ثبات على مبدأ أو آلية واحدة، فنراه يحتج بالقانون الذي يؤكد ضرورة إدلاء الناخب بصوته أمام قاض كي يعيق مشاركة المغتربين، بينما لا يستنكف أن يخالف أحكام القضاء في تصدير الغاز.


يا مجلسنا الموقر: إما أنكم لا تعرفون الصواب، أو أنكم تعرفونه ولكن لا تعملون به لضعف القدرة أو فقدان العزيمة أو فساد النية، وكلها أمور تؤكد عدم ملاءمتكم للحكم والإدارة، فاعتزلونا يرحمكم الله، وكفاية طرقعة أقلام.

الخميس، 3 نوفمبر 2011

المدفونة


أردت أن أكتب عنها يوم توفاها الله، ولكنه أراد ألا يطوِع القلم إلا هذه الأيام المباركة، ذكرتني بها عمتي، قالت أنني يجب أن أذهب في العيد لأبنائها، فهو أول عيد يمر عليهم بعد وفاتها، طقس من طقوس القرية أو الفراعنة، تسميه (توحيشا)، ولم أرهق نفسي لأعلم معناه ولا كيف يكون القيام به.

المدفونة.....هي لقب (العرابة) أشهر القرى التي تجاور قريتنا، لن استغرب إن لم تسمع بها، ولك أن تتخيل إن كان هذا حال القرية الأشهر ، فكيف يكون حال قريتنا من التهميش والنسيان، كسائر قرى سوهاج، المحافظة الأفقر والأكثر طردا لأبنائها، وقد لقبت (العرابة المدفونة) بذلك لكثرة الآثار بها، التي صارت شؤما على أبنائها حينما منعوا من الحفر والتوسع في بيوتهم حتى لا يعتدوا على الآثار المزعومة، بينما سيارات الشرطة التي ترافق علية القوم تأتي للاستيلاء على آثار مستخرجة فعلا.

والمدفونة.....هي قريبتي التي توفيت بسرطان الدم، بعد معاناة مع المرض استمرت 4 سنوات أو أكثر، ومعاناة مع ضعف المرض وغربة أولادها تفوق آلام المرض، ومعاناة مع توفر العلاج تقتل جل الشعب يوميا، هذي المرأة ظلت تعاني قبل تشخيصها لعدم وجود مستشفيات مجهزة، تستقطب أطباء أكفاء، يقدرون على تقديم خدمة صحية هي أبسط حقوق الانسان، فهل 30 عاما لم تكف لبناء هذه المستشفيات؟ كيف نصبح في القرن الحادي والعشرين ولا زلنا نبرز أخبار إنجازات مبارك -قبل التنحي- في توصيل الماء والصرف الصحي يوميا! أتعلمون أن مصر هي واحدة من 4 دول فقط لم تكن قضت على شلل الأطفال!

والمدفونة.....هي أحلام أبناء قريبتي، الذين تغربوا لتأمين حياة سعيدة، فنسوا ما هي الحياة، فأصبح الفرد فيهم يسافر بعد حين لتدمع عينه وهو يرى ابنه وقد كبر، وبعد حين آخر يسافر إليه ابنه ليحمل معه المسئولية، فتدمع عينه وهو يرى أباه وقد شاب وضعف، وما يلبث أن يسافر عائدا وهو يحمله جثة هامدة تستقر في جبانة البلد، غريب أمر هذه الجذور التي تربطنا بالبلد، تظل ضعيفة في حياتنا فترى المغتربين من أبناء قريتي وهم ضعفاء كأنهم أموات يمشون على الأرض، فإذا ما ماتوا قويت الجذور فردتهم إلى الأرض في نفس اليوم!

والمدفونة.....هي الفترة التي عشناها أيام المخلوع، حينما عاش الأموات على الأرض، لا أحلام ولا حقوق، لا حاضر ولا مستقبل، بل ماض يذكرونه كما تذكر محاسن الميت تماما، ورغم ذلك ما نقموا على الرئيس أثناء حكمه، ويوم خلعه أقسموا أننا سنضيع من بعده، لا أعلم تحديدا ما تعريفهم للضياع إن لم يكن ما يعانونه هو الضياع، جادلت ابن قريبتي أن أمه ماتت بيد مبارك لأنه ما وفر لها العلاج، وجادلني أنه يحبه مهما كان، أدركت أن حجم جريمة مبارك لا يمكن توصيفه في أي اتهام.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

منتهى الصلاحية


يقول الشاعر: ألقاب مملكة في غير موضعها....كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

وما أخذنا نصيبا من أسماء من يحكمونا غير حسرة ومصمصة شفاه، ففي الوقت الذي يدعوا فيه المجلس الأحزاب والتيارات السياسية للقاء نائب رئيس الوزراء للتحول الديمقراطي نجده يكرس للديكتاتورية بوضع خاص له يجعله فوق المساءلة، فهل رفع أعلى علم تسبب في رفع سقف مطالب المجلس؟ وكيف يكون هناك نائبا لرئيس الوزراء ونحن لا نرى رئيس الوزراء أصلا! نحن نبحث عن عصام شرف وهو يبحث عن شرف عصام، أما السلمي فيدفعنا لصدام غير سلمي، فقد جاء للحصول على توافق على الوثيقة فخرجنا ونحن مجمعين على رفض الوثيقة وأصحابها.


وما زال المجلس يصر على أنه لا يريد السلطة، فهو يريد شيئا أعلى من الدستور الذي هو مرجع السلطات، ويستفتي الناس ثم لا يلتزم بما طرحه عليهم، فكيف تقلص العدد 100 الذي سيضع الدستور إلى 20 فقط والباقي (كمالة) من عنده، فهو مشغول بتمثيل نقابات العمال في وضع الدستور بينما لا يهمه وضع العمال في النقابات، وتظل اعتصامات العمال فئوية وليس لها موارد مالية بينما اعتصامات أمناء الشرطة أوجدت زيادات مالية بقدرة قادر، فهل السبب هو تحفيز لهم على الرجوع أم شكر لهم لاستتباب الأمن! فالانفلات أصبح متوطنا، والمصري إذا ما أفلت من فيروس سي فلن يفلت من رصاصتين طائشتين، وقد تكون أمه دعياله فتكونا رصاصتين غير طائشتين من النوع الميري المعقم يطلقهما ضابطان بعقلين طائشين، فننقل المصاب لمستشفى ميري غير معقم أو ننقله اختصارا للوقت إلى المشرحة ولا فرق، فالاثنان غير مجهزين للاستخدام الآدمي، ولا تستغرب أن يقصروا في علاج المسجونين فقد عاملوهم كما يعاملون مصابي الثورة، فهؤلاء يشحتون العلاج والمجلس يشحت لعلاج من ثرنا عليه.


ووثيقة السلمي آخر ورقة يودون الكشف عنها، فبعد الرفض الشعبي لترشح المشير، أرادوا دعم مرشح من خلف الكواليس، ولكن شياكة البلوفر ليست دليلا على شطارة الصفيق، ولو أنه نفع وقت التجربة الأولى لكان لهم عين يرشحوه، ولكن عينهم على المكتسبات التي حققوها في العهود السابقة، وعينهم الأخرى على ما صار إليه من ملكوا تلك العهود، ولذلك لم يروا المواطن المطحون ودهسوه بالمدرعة، وما زلنا نقرأ أن الجيش قد تنبأ بالثورة وتدرب على حمايتها، أليس الأولى أن يقدر على حماية مسيرة ماسبيرو التي يعلمها دون نبوءة! ويظل الفاعل (مجهول) يتنقل من برج مراقبة سجن القطا لأسطح بنايات ميدان التحرير لمكان ما بجانب ماسبيرو، ثم يشيدون بتغطية ماسبيرو لهذه الأحداث، أم أنهم يقصدون التغطية على هذه الأحداث.


والآن أفهم لماذا تجاهلوا جميع البلاغات المقدمة في مرشحهم، فهم يربأون أن يحكم مصر متهم أو رد سجون، ولما تسرب الشك إليهم في حتمية فوزه أخرجوا الوثيقة وجابوها على بلاطة، فهم يريدون منتهى الصلاحية، والشعب يراه مجلسا منتهي الصلاحية.

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

الاستقرار التام

هل نحن شعب يستعذب الألم ويستوحش الأمل؟ هل صرنا نعاشر الحزن ونستكثر الفرح؟ لماذا نتوقع المصائب بعد كل بسمة؟

اليوم صدر قرار المحكمة الإدارية العليا بتمكين المصريين المغتربين من الانتخاب في الغربة، وهو قرار يفرحنا لو نعلم أننا في بلد يحترم فيه القانون وتلتزم به الحكومة قبل الأفراد، ولأننا ما زلنا نشاهد فصول التملص والمراوغة في كل الأحكام السابقة وآخرها قضية الغاز، فقد آليت على نفسي ألا أبارك لها إلا عندما أرى الحبر الفسفوري على إصبعي وأنا خارج من لجنة الانتخاب في الكويت.


قد تعتبرون ذلك تشاؤما ولكنه حرص وتأن في إصدار الأحكام واتخاذ المواقف تعلمته من حوادث الأيام المتقلبة، غير أن الخبر الذي قرأته لاحقا في وقت متأخر من نفس اليوم جعلني أدرك أن المشوار طويل، وأنه قد كتب علينا التعب في كل خطوة نخطوها.


إليكم ما قرأته متضمنا تعليقي: 
حملة في الشوارع وملصقات لتأييد «المشير» رئيساً للجمهورية

(دشن ائتلاف سياسى جديد يسمى نفسه «مصر فوق الجميع» -
وهو المشير مش من ضمن الجميع ولا المشير خط أحمر-، الثلاثاء ، حملة لترشيح المشير محمد حسين طنطاوى رئيساً للجمهورية تحت شعار «مطلب شعبى للاستقرار». وانتشرت مئات الملصقات للمشير بالزى العسكرى فى ميادين رمسيس وعبدالمنعم رياض والجيزة ومسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية. وقال مؤسسو الائتلاف إنهم سيبدأون حملة لجمع مليون توقيع -مش كانو بيتريقوا على حملات جمع التوقيعات قبل كده- على بيان تأييد المشير خلال أسبوعين.
قال محمود عطية، منسق الائتلاف، المتحدث الإعلامى باسم الحملة -
هو الأخ ماسك كل حاجة في الائتلاف!-، إنهم قرروا تدشين الحملة قبل شهر، لكن الأحداث المؤسفة التى تمر بها البلاد -الأحداث منيلة بنيلة من أول ما قالك رصيدنا يسمح- تسببت فى تأجيل إعلانها. وأضاف: «نحن نعبر عن مطلب شعبى للكتلة الصامتة -لما إنت بتعبر إزاي تبقى كتلة صامتة!- التى ترى أن المشير هو الأفضل لقيادة البلاد -وهو مين اللي بيقودها دلوقتي؟ ده على أساس إن القيادة دلوقتي زي الفل؟ أمال ليه في أحداث مؤسفة؟- فترة رئاسية واحدة ليصل بها إلى الديمقراطية الحقيقية، فى ظل فقدان الثقة فى أغلب المرشحين المحتملين -يعني خلال 4 سنين بتوع الفترة الرئاسية هيظهر مرشح كويس؟-، والنخبة السياسية التى تتحدث باسم الثورة -أيه دخل دول بالرئاسة؟-، والاتهامات التى تحوم حول النشطاء وأعضاء الحركات الاحتجاجية والائتلافات بتلقى تمويل خارجى خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى» -يا برنس مفيش حد بيتلقى تمويل حقيقة مش اتهام غير المجلس العسكري، ممكن يقولنا بيودي الفلوس دي فين؟-.)


حقيقة لا أعلم كيف لمن فشل في إدارة البلاد سواء رئيسا للوزراء أو رئيسا للمجلس أن يتصور قدرته على النجاح لاحقا، والأعجب أن ترى من ينادي بهما تحت شعار: الاستقرار التام..الذي يساوي الموت الزؤام

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

برقيات ملهاش لازمة 5

  • لم تكتشف أنها لا تصلح لك في الخطوبة بسبب ذكائك، ولكن لأنها سئمت منك فسربت لك هذا الإحساس
  • من ينصحك في مشاكل زواجك لا يعطيك حلولا مجربة، هو فقط يعكس التصرف الذي قمت به، ألم تلاحظ أنه يسألك دوما: وإنت عملت أيه؟
  • حتى في مشاكل الزواج... كل الطرق تؤدي إلى روما
  • هي تسأل أهلك عن الأكل الذي تحبه... فهي حريصة على ألا تصنعه لك أو ما يشبهه
  • من لا يعتمدون على زوجاتهم في الأكل واللبس والنوم يتعبون كثيرا... فكل نكدها سينسحب من هؤلاء إلى الكلام فقط
  • عقل المرأة ميكروسكوب اليكتروني متطور...يرى آلاف التفاصيل ولا يستطيع اظهار صورة كاملة عن بعد
  • عند الصفاء تحكي لي عما أعجبها من مواقفي وكلماتي... الغريب أنني لا أتذكر هذه الكلمات ولا المواقف... والأغرب أنها تذكرها نفسها عند الخناق
  • سؤال محير لعلماء الوراثة: لماذا كل الزوجات تظهر نفس التصرفات رغم اختلاف الجينات والبيئة المحيطة؟
  • لو رفعت أحد شعارات الثورة سأقول: الزوج يريد تفسير الكلام،،، لو هي رفعت أحد الشعارات ستقول: الزوجة تريد، الزوجة تريد
  • هي وأهلها لم يقبلوك إلا لأنك مؤمّن ماديا ومهنيا واجتماعيا، ثم يتكلمون عن التضحية والوقوف بجانبك
  • الرجل والمرأة عنصران خاملان عند العزل، نشيطان عند الاقتراب من بعضهما، قابلان للانفجار عند التزاوج
  • يجب إعادة تعريف بعض مفردات عفش الشقة: الثلاجة (حاضنة للبكتيريا والفطريات في بواقي الأكل)- الغسالة الاوتوماتيك (وسيلة للتعذيب بالحرمان من النوم)- البوتاجاز (تحفة من القرون الوسطى قد تستخدم لعمل الشاي)- غرفة النوم ( أحد طرق تصغير المساحة التي تحتاج إلى الكنس والمسح)- التلفزيون (وسيلة لتبرير الخناق بالعراك على الريموت)- الكنبه (إحدى وسائل منع الحمل مضمونة النتائج)

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

نسألكم الرحيل

ها قد سقطت ورقة التوت، وما عاد يستر عوراتكم القبيحة سوى ترفع هذا الشعب عن النظر إلى مواضع السوء.

نسألكم الرحيل حقنا لدماء هذا الشعب الذي لم تدركوا عظمته، ولم تكونوا على قدر تطلعاته وهمته.

نسألكم الرحيل لأنكم فشلتم سياسيا وأمنيا، ولم تعودوا قادرين على حماية حدود مصر، ولا حماية جنودنا الأبطال من غدر أعدائنا، ولا حماية أنفسكم في شوارع البلد، فرحتم تلوذون بالشعب ليحميكم من الشعب!

نسألكم الرحيل لأن سنوات اللين والدعة غيرتكم ، فحببت إليكم الفساد، وكرهت إليكم الاعتراف بالخطأ، وأنستكم شرف العسكرية، فصار الكذب وترويج الإشاعات لغة، وغدا التفريط في حماية النفس والسلاح ديدنا.

نسألكم الرحيل لأننا ما عدنا نقبل أن نقتطع من مال الشعب ما تشترون به صواعق لتعذيبهم، ولا قنابل لتفريقهم، ولا رصاص لقنصهم، ولا مدرعات لدهسهم، ما عدنا نقبل أن تسفكوا دماء الشعب قربانا للكرسي.

نسألكم الرحيل لأنه لم يعد لكم رصيد يسمح، رصيدكم كان هبة من الشعب لم تقدموا قبلها ولا بعدها ما يجعلكم تطالبون بها أو بغيرها.

نسألكم الرحيل لأن هذا الشعب يحب بلده أكثر من كل ذي رتبة، ويلاقي في حبها الأذى، ولا يذكره أحد بتكريم، هذا الشعب بذل أرواح أبنائه ودماءهم في سبيل الحرية، وليس في سبيل منصب أو حصانة.



نسألكم الرحيل يعني أن تبدأوا خطوات تسليم الحكم بلا مراوغة ولا تأجيل، اسندوا مهمة تشكيل الوزارة لأحدى الشخصيات الثورية الحازمة ذات الخبرة، حتى وإن كانت من مرشحي الرئاسة، وأعطوه مطلق الصلاحية في الاختيارات، بموجب إعلان دستوري ينقل له بعض الصلاحيات، أحيلوا قائد الشرطة العسكرية للتحقيق في كل الأحداث التي ارتكبت بسببه، أفرجوا عن المحاكمين عسكريا ومعتقلي الرأي، غيروا النائب العام بآلية تسمح باستقلاله وتضمن وجود نائب نزيه وحازم، أوقفوا القوانين سيئة السمعة واحفظوا حقوق الناس في التعبير والحريات، أعيدوا هيكلة وزارتي الداخلية والأعلام حسب المبادرات المقدمة من المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، عجلوا بانتخاب الرئيس ثم ادخلوا إلى مساكنكم. اليوم تصمون آذانكم عن صوت الشعب، وغدا يصمت الشعب ليكون الفعل هو المتكلم.
تحديث:
بعد إطلاعي على مواد مصورة مختلفة المصدر، وشهادات مكتوبة غير مقطوع بصحتها، وتحليلات وآراء صحفية، أجدني مطالب بإضافة هذا التحديث، فأنا لا أعلم الآن من البادئ ولا المسئول عن أحداث مساء الأحد 9/10/2011، وإن الالتباس ليشير إلى أخطاء مركبة ومسئوليات متعددة، ورغم تأكيدي على رفض التعامل مع المدنيين بالرصاص والدهس، إلا أنه من الواجب التأكيد على مسئولية هذا الشعب بطائفتيه المسلمة والمسيحية عن درء الفتنة والتمهل في المطالب حتى يكون لدينا حاكم وحكومة منتخبين نقدر على محاسبتهما، وأن المجلس العسكري أصبح عبئا على الثورة كما أصبح الحكم عبئا عليه، فليسارع بتسليم السلطة قبل وقوع ما لا يحمد عقباه، فرغم المساوئ التي نعيشها من تخبط وتردد المجلس إلا أن الجيش هو آخر مؤسسات الدولة، فهلا تحاملنا على جراحنا كي ننقذ البلد! أخلصوا النية وارتقوا.

الأحد، 2 أكتوبر 2011

الشياطين ال13 في مغارة المجلس

ماذا فعل الشياطين ال13 في مهمتهم مع المجلس العسكري؟ لماذا فشلوا مجتمعين وخرجوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟

لا أقصد أي إساءة لمن حضر اجتماع المجلس العسكري ممثلا لحزبه، فكل جيلي يعرف سلسلة الشياطين ال13 المكونة من 13 شاب وشابة من دول مختلفة ويتعاونون فيما بينهم لإنجاز مهمات في سبيل الحق والخير، ولعل ما دعاني لإطلاق الاسم على من حضر الاجتماع أن عددهم بالصدفة 13، كما أن اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية يشبه اختلاف جنسيات الشياطين ال13 الأصليين، وهم دوما يسعون إلى الخير وهذا الظن في فعل أحزابنا، ولكن أبطال السلسلة الصغار كانوا ناجحين ولديهم قدرات وخبرات، بينما أبطال مقالنا لم تسعفهم خبراتهم ولا سنوات عمرهم في التغلب على أحاجي المجلس، وهو الجديد في ميدان السياسة، فصار أعورا وسط عميان.

لا أعلم ما الثوابت التي انطلق منها ممثلو الأحزاب في تفاوضهم، وسأفرض حسن النية لديهم، حينها نجد أنهم لا يتقنون الاستفادة من أوراق اللعب التي بحوزتهم، لقد كان المجلس في أضعف حالاته، وقد ارتكب من الأخطاء المتتالية التي ضيقت الخناق عليه، وأعادت توحيد الصفوف، وشحن القوى، فما الذي قام به ليقلب ضعفه قوة؟. هل كان سير الحوار وسياق الكلام يوحي للمجتمعين أنهم مسيطرون وينتزعون مطالب الشعب بكل ثقة؟ هل خالف المحضر المكتوب ما تم الاتفاق عليه؟ هل لابد لنا من إلحاق تسجيل للجلسة بالمحضر المكتوب كيما يتسنى لنا فهم المنطوق والمسكوت عنه؟ هل كان تأثير الاجتماع غير المنسق سابقا سلبيا على الحاضرين؟ هل سمم بعض الفلول الحاضرين أجواء الاجتماع بدخان أزرق فغاب الصواب عن المتفاوضين؟هل علم الذاهبون نقاط قوتهم ونقاط ضعف المجلس قبل الذهاب إلى هناك حتى يكون التفاوض ناجحا أم أنهم تفاوضوا تحت السقف الممنوح لهم من المجلس؟هل وضع المتفاوضون مطالب الجهتين واضحة (دولة مدنية ديمقراطية حقيقية) مقابل (أمان المجلس العسكري)؟

هل ذهبت يوما لشراء قميص تحتاجه فاشتريت حذاء بدلا منه؟ هل يعقل أن تطلب طبقا في مطعم ليأتيك النادل باختيار آخر لتأكله مستمتعا ثم تدفع الحساب؟ هذا لا يصح ولا يكون، إلا إذا كنت لم تقرر مسبقا ما تريد، أو أن ظروفك لا تسمح بالحصول على ما تريد، فهل ذهب ممثلو الأحزاب للتفاوض دون تحديد ماذا يريدون؟ هل ترك ممثلو الأحزاب تمائم قوتهم قبل الدخول لمغارة المجلس؟ هل تذكروا الشعب الذي يستمدون منه قوتهم قبل أن يكونوا ممثلين له؟

الملاحظ أيضا أن ما منحه المجلس للمتفاوضين هو باقة من الوعود والتعريفات المطاطة، ورغم ذلك لم يوقع عليها، بينما أخذ منهم توقيعا بالالتزام بالتعاون في تحقيق الإجراءات الأمنية ومقاومة أي عوامل تؤثر على إفسادها (هل التظاهر والدعوة للاعتصام تدخل تحت هذا التعريف؟) وانتزع منهم اعترافا بالتأييد الكامل والتقدير لدورهم في حماية الثورة (ماهو؟!) وحرصهم على انتقال السلطة للشعب (هل الشعب هو من يصر على عدم تسلم السلطة؟!).

آفة هذا الشعب أنه عاطفي سريع الارتباط بالأشخاص والأماكن والأحداث، وأن به مسحة ضعف تجاه الأولياء والصالحين، وهذا ما جعله يصدق أن تحت القبة شيخ، يجري بركاته على مريديه، وترى فعله فتحسبه شرا وهو خير لهم؛ ولو أنه علم ما تحت القبة لغسلها سبع مرات أولهن بالتراب، المصيبة الكبرى أن من تحت القبة يخال نفسه قطبا.

الأحد، 25 سبتمبر 2011

شهادة المشير طنطاوي في محاكمة مبارك

س١ : حصل اجتماع يوم 22 يناير، هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق ما دار في هذا الاجتماع وما أسفر عنه وما كان مردوده ؟
ج1 : الاجتماع كان برئاسة رئيس الوزراء واعتقد أننه بلغ
س2 : بداية من أحداث 25 يناير وحتي 11 فبراير هل تم اجتماع بينك وبين الرئيس السابق حسني مبارك ؟
ج2 : ليست اجتماعات مباشرة ولكن يوم 28 يناير لما أخذنا الأمر من السيد رئيس الجمهورية كان هناك اتصالات بيني وبين السيد الرئيس ؟
س3: ما الذي أبداه رئيس الجمهورية في هذه اللقاءءات ؟
ج3: اللقاءات بيننا كانت تتم لمعرفة موقف القوات المسلحة خاصة يوم 28 وعندما كلفت القوات المسلحة للنزول للبلد ومساعدة الشرطة لتنفيذ مهامها يتبع
ج٣-2: كان هناك تخطيط مسبق للقوات المسلحة وهذا التخطيط يهدف لنزول القوات المسلحة مع الشرطة وهذه الخطة تتدرب عليها القوات المسلحة يتبع
ج٣-3: القوات المسلحة بتنزل لما الشرطة بتكون محتاجة المساعدة وعدم قدرتها علي تنفيذ مهامها وأعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة – يتبع
ج٣-4 : أعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة اللي هي نزول القوات المسلحة لتأمين المنشآت الحيوية وهذا ما حدث
س4 : هل وجه رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك أوامر إلي وزير الداخلية حبيب العادلي باستعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين؟ يتبع
س٤-2: استعمال قوات الشرطة القوة ضد المتزاهرين بما فيها استخدام الاسلحة الخرطوش والنارية من 25 يناير حتي 28 يناير ؟
ج4 : ليس لدي معلومات عن هذا واعتقد ان هذا لم يحدث
س5 : هل ترك رئيس الجمهورية السابق للمتهمين المذكورين من أساليب لمواجهة الموقف ؟
ج5 : ليس لدي معلومات
س6: هل ورد أو وصل إلي علم سيادتك معلومات أو تقارير عن كيفية معاملة رجال الشرطة ؟
ج6 : هذا ما يخص الشرطة وتدريبها ولكني أعلم ان فض المظاهرات بدون استخدام النيران
س7 : هل رصدت الجهات المعنية بالقوات المسلحة وجود قناصة استعانت بها قوات الشرطة في الأحداث التي جرت؟
ج7 : ليس لدي معلومات
س8 : تبين من التحقيقات إصابة ووفاة العديد من المتظاهرين بطلقات خرطوش أحدثت إصابات ووفيات..هل وصل ذلك الأمر لعلم سيادتك وبم تفسر ؟
ج8: إنا معنديش معلومات بكده.. الاحتمالات كتير لكن مفيش معلومة عندي
س9 : هل تعد قوات الشرطة بمفردها هي المسئولة دون غيرها عن إحداث إصابات ووفيات بعض المتظاهرين ؟
ج9 : إنا معرفش ايه اللي حصل
س10 : هل تستطيع سيادتك تحديد هل كانت هناك عناصر أخري تدخلت ؟
ج10 : هيا معلومات غير مؤكدة بس اعتقد ان هناك عناصر تدخلت
س11 : وما هي تلك العناصر ؟
ج11 : ممكن تكون عناصر خارجة عن القانون
س12 : هل ورد لمعلومات سيادتك ان هناك عناصر اجنبية قد تدخلت ؟
ج12 : ليس لدي معلومات مؤكدة ولكن ده احتمال موجود
س13 : وعلي وجه العموم هل يتدخل الرئيس وفقا لسلطته في ان يحافظ علي أمن وسلامة الوطن في إصدار أوامر أو تكليفات في كيفية التعامل ؟
ج13 : رئيس الجمهورية ممكن يكون أصدر أوامر – طبعا من حقه ولكن كل شئ له تقييده المسبق وكل واحد عارف مهامه
س14 : ولمن يصدر رئيس الجمهورية علي وجه العموم هذه الأوامر ؟
ج 14 : التكليفات معروف مين ينفذها ولكن من الممكن ان رئيس الجمهورية يعطي تكليفات مفيش شك
س15 : وهل يجب قطعا علي من تلقي أمر تنفيذه مهما كانت العواقب ؟
ج15 : طبعا يتم النقاش والمنفذ يتناقش مع رئيس الجمهورية وإذا كانت الأوامر مصيرية لازم يناقشه.
س16: هل يعد رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك مسئول مسئولية مباشرة أو منفردة مع من نفذ أمر التعامل مع ألمتظاهرين الصادر منه شخصيا؟
ج16 : إذا كان أصدر هذا الأمر وهو التعامل باستخدام النيران أنا اعتقد ان المسئولية تكون مشتركة وأنا معرفش ان كان أعطي هذا الأمر أم لا.
س17: وهل تعلم ان رئيس الجمهورية السابق كان علي علم من مصادره بقتل المتظاهرين ؟
ج17: يسأل في ذلك مساعديه الذين ابلغوه هل هو علي علم أم لا.
س18: وهل تعلم سيادتكم ان رئيس الجمهورية السابق قد تدخل بأي صورة كانت لوقف نزيف المصابين ؟
ج18 : اعتقد انه تدخل وأعطي قرار بالتحقيق فيما حدث وعملية القتل وطلب تقرير وهذه معلومات.
س19: هل تستطيع علي سبيل القطع والجزم واليقين تحديد مدي مسئولية رئيس الجمهورية السابق عن التداعيات التي أدت إلي إصابة وقتل المتظاهرين ؟
ج19 : هذه مسئولية جهات التحقيق.
س20: هل يحق وفقا لخبرة سيادتكم ان يتخذ وزير الداخلية وعلي وجه العموم ما يراه هو منفردا من اجراءات ووسائل وخطط لمواجهة التظاهرات دون العرض علي رئيس الجمهورية؟ ج20: اتخاذ الاجراءات تكون مخططة ومعروف لدي الكل في وزارة الداخلية ولكن في جميع الحالات يعطيه خبر بما يخص المظاهرات ولكن التظاهر وفضه ولكن التظاهر وفضه هي خطة وتدريب موجود في وزارة الداخلية
س21 : وهل اتخذ حبيب العادلي قرار مواجهة التظاهر بما نجم عنه من إصابات ووفيات بمفرده بمساعدة المتهمين الاخرين في الدعوى المنظورة وذلك من منظور ما وصل لعلم سيادتك ؟ ج 21 : معنديش علم بذلك
س22 : علي فرض إذا ما وصلك تداعيات التظاهرات يوم 28 يناير إلي استخدام قوات الشرطة آليات مثل اطلاق مقذوفات نارية أو استخدام السيارت لدهس سيارات لدهس المتظاهرين..هل كان أمر استعمالها يصدر من حبيب العادلى يصدر من حبيب العادلى ومساعديه بمفردهم ؟ ج 22 : ما أقدرش أحدد اللي حصل أيه ولكن ممكن هو اللى اتخذها وأنا ما أعرفش واللى اتخذها مسئول عنها
س23: هل يصدق القول تحديداً وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن رئيس الجمهورية السابق لا يعلم شيئاً أو معلومات أيا كانت عن تعامل الشرطة بمختلف قواتها أو أنه لم يوجه إلى الأول سمة أوامر أو تعليمات بشأن التعامل والغرض أنه هو الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها ؟ ج23 : أنا ما أعرفش اللى حصل أيه لكن أعتقد إن وزير الداخلية بيبلغ وممكن ما يكونش مش عارف بس أنا ما أعرفش
س24 : هل هناك اصابات أو وفيات لضباط الجيش ؟ ج 24 : نعم هناك شهداء
س25 : هل تعاون وزير الداخلية مع القوات المسلحة لتأمين المظاهرات ؟ ج 25 : لأ
س26 : هل أبلغت بفقد ذخائر خاصة بالقوات المسلحة؟ ج26: مفيش حاجة ضاعت لكن هناك بعض الخسائر في المعدات واتصلحت ومفيش مشكلة
س27: هل أبلغت بدخول عناصر من حماس أو حزب الله عبر الأنفاق أو غيرها لإحداث إضرابات ؟ ج27: هذا الموضوع لم يحدث أثناء المظاهرات واحنا بنقاوم الموضوع ده واللي بنكتشفه بندمره وإذا كان فيه حد محول لمحكمة فهذا ليس أثناء المظاهرات
س28: هل تم القبض على عناصر أجنبية في ميدان التحرير وتم إحالتهم للنيابة العسكرية ؟ ج28: لا ..لم يتم القاء القبض على أى أحد
س29: فى الاجتماع الذي تم يوم 20 يناير هل تم اتخاذ قرار بقطع الاتصالات؟ ج29 : لم يحدث
س30: بعض اللواءات قالوا طلب منا فض المظاهرات بالقوة..هل طلب من القوات المسلحة التدخل لذلك ؟
ج30: أنا قلت فى كلية الشرطة في تخريج الدفعة إن أنا بأقول للتاريخ إن أي أحد من القوات المسلحة لن يستخدم النيران ضد الشعب

السبت، 24 سبتمبر 2011

لا تبقي ولا تذر

يقول الأطباء النفسيون أن الحكم نوع من الإدمان، وأنا أوافقهم وأزيد أن كرسي الحكم نوع من المخدرات.

استند الأطباء النفسيون في توصيفهم للحكم كنوع من الإدمان إلى بعض الأعراض والدلائل التي تصاحب من يصل لكرسي الحكم، ولكنني أجد ما يعتري مجلسنا العسكري الموقر ما يجعلني أصنف الكرسي كأحد أخطر المواد المخدرة، ذلك أن أول أعراض ادمان المخدرات هو الإنكار الذاتي، وادعاء السيطرة والقدرة على التوقف عن التعاطي في أي وقت شاء، وهذا ما نراه في تصريحات المجلس بأنه لا يسعى للسلطة وأنه يدير ولا يحكم، وتلك التصريحات تخالف تماما الفعل الذي يقوم به من تأجيل لنقل السلطة وتعمد الانفراد باتخاذ القرار والذي يكون دوما مخالفا لتوجهات الشعب وطموحه، وكذلك الإصرار على القوانين سيئة السمعة التي تقيد الحريات وتكتم الأفواه.

ثاني تلك الأعراض هو الارتباط النفسي والجسماني بالكرسي، فنجد حرصا زائدا من المجلس للتواجد في الساحة السياسية بإصدار القوانين والاشتباك مع المواطنين والتيارات السياسة والظهور في القنوات الفضائية مرئيا أو صوتيا، كل ذلك على حساب الانسحاب من ميدان الأمن والتأمين داخليا وعلى الحدود.

ثالث هذه الأعراض هو ارتكاب أفعال تعد خروجا على روح الثورة بما يتساوى مع كسر القوانين والأخلاق، ومثال هذا مخاصمة من قاموا بالثورة مع احتضان الفلول وأعداء الثورة، بل وإسناد المناصب لهم دعما لتواجد العسكر في الحكم، ضمانا لتأمين الحصول على المخدر الذي يسمى كرسي الحكم.

رابع هذه الأعراض هو انسياب الكلام والأفعال بطريقة لا إرادية وبتدفق يفتقر للمنطق والترابط، ويحدث هذا تحت تأثير جرعة المخدر تحديدا، كما حدث حينما من علينا المجلس بحمايته للثورة وأنه امتنع عن ضرب المتظاهرين، ثم نفاجأ أنه ما من أمر صدر بضرب المتظاهرين، أو عندما يقدم المجلس التحية العسكرية لشهداء الثورة، ثم نكتشف أن من ماتوا هم بلطجية ومهاجمو أقسام الشرطة، أو عندما نستفتى على تعديلات دستورية ثم يصدر إعلان دستوري به مواد زائدة عما تم الإستفتاء عليه وحتى المواد المستفتى عليها تغيرت، وأخيرا نفاجأ أن دستور 71 ما زال به الرمق ولم يسقط تماما!

خامس هذه الأعراض هو التسبب في الأذى للنفس وللمحيطين، وهذه تحديدا لا تحتاج لشرح كبير، فقد أهدر المجلس فرصة تاريخية لجني شرف لم يكن له يد في تحقيقه، ثم هو يحرض على الثوار ويستعدي عليهم الفلول والبلطجية والمغرر بهم من الشعب.

سادس هذه الأعراض هو الرغبة المستمرة في زيادة جرعة المخدر للحصول على نفس درجة النشوة التي تعود عليها سابقا، ونجد هذا جليا في جرعات القوانين التي تعطي الإحساس بالتحكم والسلطة المطلقة، وكذلك اصدار القرارات التي تخالف الحوار المجتمعي الذي يقوم برعايته المجلس بنفسه.

ما سبق من تحليل هو محض خيال مبني على حقائق علمية، فالثابت أن الحكم إدمان، وقد صدق رسولنا حينما حذر من طلب الحكم حتى لا يترك الإنسان فريسة له، ولقد عمدت لتشبيه الكرسي بالمخدر عله ينبه المجلس للخطر المحدق بنا وبه، فإن القلوب التي ثارت على الظلم ما زالت تنبض في صدورنا، وإن العقول التي رفضت الاستغفال ما زالت تحركنا، ومن قدر على خلع مبارك في 18 يوما لقادر على إنفاذ إرادته وقتما شاء، فاحذروا شعبا حليما إذا غضب، وأي جولة قادمة ستكون محملة بكل خبرات الفشل السابقة، وساعتها ستكون موجة لا تبقي ولا تذر.

الخميس، 22 سبتمبر 2011

انتباه يا مجلس

الشعب مصدر السلطات، جملة من ثلاث كلمات، بها استفتح واختم كل كلامك، حتى لا تنسى من تكون.

والشعب سيد البلد، ولا سيد غيره، وكل مواطن يأخذ أجرا على عمله من خزينة الدولة هو خادم لهذا الشعب، بالمعنى الحرفي للكلمة بلا زيادة حرف ولا نقصان، ولا تأويل معنى ولا استبدال، أنا خادم للشعب حينما ارتدي معطفي الأبيض داخل المستشفى الحكومي الذي أعمل به، فإن ذهبت لإنهاء أي إجراءات في مصلحة حكومية أكون سيدا وخادمي من يتلقى أجره من ضرائب الشعب.

مقدمة كان لا بد منها حتى لا يظن أحد أننا نتحامل على شخص أو جهة أو هيئة، فأنا ألزم نفسي بما أقول قبل أن ألزم به أحدا آخر، والمجلس العسكري لا يشذ عن هذه القاعدة، ولا يجوز أن يعتقد فضلا عن أن يتعامل مع الشعب من منطلق الندية.

هذا الشعب فضله على الكل ولا فضل إلا لله عليه، هذا الشعب هو من أعطى للأرض تاريخها وعظمتها، ومن يحمي حدودها فليفخر أنه مستأمن على الأرض التي نالت شرفها من الشعب، لا أن يمن على الشعب بما لم يكن، هذا الشعب يمن على الجيش أنه استقبله عندما انسحبت قوات الشرطة الخائنة، وهتف له الشعب والجيش يد واحدة، قرن اسم الشعب العظيم بالجيش ولم نر منه مكرمة بعد، علام تمن أيها المجلس على الشعب! لو أن قائدك الأعلى أمرك بضرب الشعب ولم تنفذ فكيف تتركه حتى اليوم يهنأ بالعيش معززا مكرما ومصابو الثورة لا يجدون من يعولهم أو يعالجهم! أم أن قائدك الأعلى لم يتسبب في القتل والإصابات بسلاح شرطته؟ فهل استنكف أن يطلب ذلك من شرطته وطلبها منكم! هل من يطلب منكم أمرا مشينا كهذا يستحق الحماية؟ أم أنه لم يأمركم بالضرب أصلا! فعلام تمنون إذا!

حينما قطع الشعب رأس النظام لم يكن يدرك أنه يحارب مسخا تنبت له رؤوسا أخرى مثل (هيدرا) هرقل، كنا نعاني من نقص نوع واحد من الوقود لمدة يوم أو يومين قبل الثورة، والآن يتعمدون إنقاص جميع أنواع الوقود، نشتكي من انتخابات مزورة فيأتون بقانون ودوائر ما أنزل الله بها من سلطان في وجود نفس الشرطة والقضاء والفلول، وتقوم الثورة بسبب قانون الطواريء فيصبح عندنا قانون طواريء وقانون تجريم المظاهرات والمحاكمات العسكرية للمدنيين، أليس لرؤوس هذا المسخ من نهاية!

الشعب لا يسمح لقانون الطوارئ بالاستمرار لحظة واحدة بعد انتهاء 6 أشهر على التعديلات الدستورية، ليس لأن الرأي الذي يستند إلى مواد الدستور -وهو قول رئيس لجنة التعديلات المستشار طارق البشري- بأقوى من الرأي الذي يعارضه ويستند إلى القرار الجمهوري رقم 126 لسنة 2010 الذي نص في المادة الأولى منه على مد حالة الطوارئ المعلنة بالقرار الجمهوري رقم 560 لسنة 1981 لمدة عامين اعتبارا من أول يونيو 2010 وحتى 30 يونيو 2012، ولكن لأن الشعب ارتضى تفعيل قانون الطوارئ لفترة 6 شهور فقط، والآن هو لا يريدها، مجلس الشعب الذي أقر ورئيس الجمهورية الذي أصدر القرار، والدستور الذي أعطى الحق كل ذلك سقط، ولا يبقى إلا الشعب وإرادته، لا مجال للتنظير والقول بالدستورية والقانونية، تولي المجلس العسكري للحكم ليس دستوريا ولا قانونيا، بل كان موافقا لقبول الشعب فنال شرعيته، وما لا يقبله الشعب ليس له محل من الإعراب، وكفاكم سفسطة، فالشعب يأمر فيطاع.

أخطأنا حينما تعاملنا مع المجلس على أنه ذو صفة مدنية تتعاطى السياسة وتقبل الأخذ والرد، كلامنا بالنسبة لهم لا يفهم، كان الأجدر بنا أن نخاطبهم بما هم معتادون عليه: انتباه يا مجلس...فأنت في حضرة الشعب

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

المرشح المحتمل .....جوجل

يحار المرء في فهم دوافع السيد عمرو موسى أو توقع ردود أفعاله، غير أنه يظل متجددا في إطلالاته، مثل محرك البحث الشهير (جوجل).

أكثر ما يلفت نظري بخصوص السيد عمرو موسى هو قدرته على تأويل الكلام والتخلص من المآزق، لديه استعداد فطري لعزف نوتات كثيرة تناسب كافة الأذواق، وتلك الصفة لمحتها في محرك البحث (جوجل) حيث تراه يحتفل بالأشياء وأضدادها، ويفاجئك دوما باللوجو المختار، فقررت أن أرى أوجه التقارب والتشابه بين الاثنين، فلربما ساعدني على فهم مرشحنا الهمام.

بداية من الوصف، فهذا محرك بحث، وذاك لا يمل الحركة والبحث عن اثبات التواجد في الإعلام وفي الشارع، جوجل يخيل للمبتدىء أنه موسوعة، ويعتقد أنه الطريق للشبكة العنكبوتية، وكذلك موسى يراه البسطاء موسوعة، ويؤمنون أنه الطريق للسياسة التي تليق بمصر، نتائج البحث على جوجل عن أي شيء بالملايين، وكلمات موسى عن أي موضوع بالمئات، قلما تجد مستخدما للانترنت لا يعرف جوجل، ولربما كان هو محرك البحث الوحيد الذي يعرفه، وكذلك موسى، لن تجد مصريا لا يعرفه، ولربما كان وزير الخارجية الأوحد الذي يعرفونه.

كل ما سبق كان من أوجه التشابه الطريفة بين جوجل والسيد عمرو موسى، وقد يعتبرها البعض من المميزات لا العيوب، بيد أنني أزعم أن ما سأسرده لاحقا هو من أقوى الروابط بين محرك البحث الشهير ومرشح الرئاسة المحتمل، وأشدها سلبية، وتلك هي تصريحاته الخاصة بمعاهدة السلام (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل، والتي ما إن قرأتها حتى قفزت إلى ذهني تلك الجمل التي كثيرا ما تناقلها الناس دلالة على تآمر جوجل على العرب والإسلام، حيث يطلب منك أن تكتب جملا معينة في خدمة الترجمة بجوجل، وعندما تقوم بترجمتها تجد نتائج مختلفة رغم تقارب بناء الجمل الموضوعة، وأغلب هذه الجمل تدور حول اسرائيل والقتل والإرهاب وتمنى إختفاء إسرائيل، واعذرني أنني لم أذكر لك على وجه التحديد هذه الجمل، ذلك أنني لست معنيا بهكذا أمور لن تغير من الواقع شيئا، فضلا عن أنني لا أعلم سبب هذا القصور في الترجمة، ولكن ما يهمني هو شديد الصلة بين ما يفعله جوجل في ترجمته، والسيد عمرو موسى في تصريحاته.

يقول السيد عمرو موسى أنه «لا يمكن المساس بمعاهدة (كامب ديفيد) ونبه إلى أن المعاهدة اتفاقية مصرية- إسرائيلية أصبحت من وثائق التاريخ». ويقول أيضا "الأرض أرضنا والسلام نحن مهتمين به وتعديل اتفاقية السلام ممكن فهي ليست قرآنًا او إنجيلاً" فلا أعلم من منهما هو التصريح الذي يعبر عن مبدئه ؟ أم أن مبدأه هو موافقة الجمهور؟ ثم يعود ليمارس هوايته الأثيرة في إطلاق تصريحات تقرأ من اليمين إلى الشمال كما تقرأ من الشمال إلى اليمين بدون أن تعرف ما المراد منها، وذلك حين يوضح موقفه من معاهدة كامب ديفيد، بأنها كاتفاق إطاري انتهى زمنها، وأصبحت في "ذمة التاريخ"، وأن العلاقة الآن بين مصر وإسرائيل عبارة عن علاقات ثنائية بين البلدين تخضع لمعاهدة السلام! بالله عليكم هل هذا يعني أن المعاهدة قد انتهت أم ما زالت!

أعلم أن المرشح حين يصرح فهو يخاطب جموع الناخبين بما يوافق هواهم، والشعب المصري هواه هو النفور من اسرائيل وأمريكا ومعاهدة السلام، أما السيد عمرو موسى فلم يكتف بدغدغة مشاعر الشعب، بل أراد دغدغة مشاعر إسرائيل وأمريكا وطمأنتهم بعدم المس باتفاقية السلام، وهو هنا لم يدخل البلدين في جموع الناخبين الذين سيحددون فوزه في سباق الترشح فحسب، بل جعل لهم وضعا خاصا، تماما كما يتعامل معهم جوجل، حيث كل العالم مستباح ومعروض على خرائط جوجل وجوجل لايف، ما خلا اسرائيل وأمريكا.

الأحد، 18 سبتمبر 2011

تعلمنا؟

كتب أحمد خيري سليم:
تعلمنا...
بلا جرسٍ ومدرسةٍ، بلا قلمٍ ولا كراسْ...
ولكن قد تعلمنا...
وليس الدرس بالمجان...
تعلمنا بموتَى في طريق الحق ندهسهم...
دماءٍ عطرت غدنا بريح المسك والعنبرْ...
لعناها...
بآمالٍ عريضاتٍ بطعم الكرز والسكرْ...
فبعناها...
بأمجادٍ نسيناها...
بأحلامٍ تركناها لدى العسكرْ...
تعلمنا انكشاف الزيف...كي نسترْ
تعلمنا انقشاع الليل...كي نسكرْ
تعلمنا لكي نحيا...
يموت النبض في دمنا ولا نذكرْ...
فهل حقاً تعلمتم؟
أذكركم...
فليس الدرس بالمجانْ

فكتبت ما يلي ردأ عليه:
ولكن ما تعلمنا
كتبنا الدرس في الدفتر
وقلنا في بدايته
مللنا رتبة العسكر
ومازلنا
بكل خناقة قامت
نلوذ بمجلس العسكر
فلا تلك التي سالت
تذكرنا
بما كنا
وما كانوا
فكان الدرس بالمجان


الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

برقيات ملهاش لازمة 4

  • قالت لي أنها أحبتني لإعجابها بعقلي وتفكيري وأني عملي.... الغريب أنها كرهتني لنفس السبب
  • أكثر كلمة ترددها المرأة على زوجها: طلقني... لماذا يصررن على أن نستجيب لكل طلباتهن إذن!
  • سقطت في الامتحان 3 مرات وأجريت منظار علوي وسفلي في شهرين... ثم يلومونني أنني تسرعت في الانفصال! هل كان يجب الانتظار حتى تحصل على لقب أرملة؟
  • عند تجهيز الشقة اتركها تختار على ذوقها... إلا الكنبه اخترها بنفسك فسوف تحتاجها كثيرا
  • حتى في الزواج... الخسارة القريبة ولا المكسب البعيد
  • المشاركة في نظرك أن تشركها معك في الفرح وتبقي مشاكل الشغل لنفسك، المشاركة في نظرها أن تختلق لك المشاكل ليكون استكمالا للنقص في حياتكما
  • في الخناقات يظهر جيدا الفرق بينكما، فأنت هاو لا تسعفك لياقتك، وهي محترفة تتبع سياسة النفس الطويل
  • هي تثير إعجابي دوما... فمهما طالت الفترات بين الخناقات لا تفقد حساسية المباريات أبدا
  • المشاكل بعد الزواج مثل جهاز الطرد المركزي، كلما تسارع تكرارها أو زادت مدتها كلما ظهر انفصالكما بوضوح
  • عند الزواج ستجد هذه الأجزاء من الكاتالوج مكتملة، رقم التشغيلة والموديل وبلد الصنع والأبعاد وأعراض الأعطال، فقط لن تجد الضمان ولا كيفية الإصلاح
  • كل تجارب الحياة تبنيها على ما انتهى منه الآخرون... إلا الزواج تعيش تجربته من أول السطر

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

#PeppiJournalist

صحفي يبرر تعامل الشرطة مع جماهير الالتراس أنهم استفزوهم ورموا عليهم أكياس بها ماء ملون، ثم حدد أنه بول! وعليه تم استخدام هذا الهاشتاج على تويتر #PeppiJournalist:
  • التراس أهلاوي هو المسئول عن اكياس الدم الملوثة قبل الثورة، واكياس البول بعد الثورة
  • الجيش بيقولك اتصرف، والداخلية بتقولك اعمل بيبي من غير ما تطرطش
  • يعني ايه ريا وسكينة يغنو حصرة عليها يا حصرة عليها؟ هتلاعبني هلاعبك
  • ايه دخل طويطر في الثورة؟ أنت عايز تقول انه السبب في موقعة البيبي؟ لا يا عدوي أنا فاهمك
  • يعني أيه ريد بول؟ ايه دخل مشروب الطاقة في البول؟ عايز تقولي هو السبب في الأحداث؟ هتلاعبني هلاعبك
  • طب بالنسبة لإخوانا اللي عندهم بروستاتا؟ ممكن يستنوا لما نحتاج سلاح الكاكي
  • يوم الجمعة مش هتبقى موقعة الجمل، هتبقى "مبولة"الجمل
  • ما الدنيا إلا "كنيف" كبير
  • يعني ايه حرب الاستنزاف؟ يعني الداخلية تعمل مناوشات مع الالتراس في ماتش كورة علشان يستنزفو البيبي بتاعنا قبل يوم الجمعة
  • نقص حاد في المخزون الاستراتيجي للبيبي، واحتمال منقدرش نكمل للانتخابات
  • البيبي لا يزال في كيسي
  • مش عايزين نخلص اسلحتنا كلها مره واحدة، التصعيد مدروس (الكاكي)
  • في المستشفى الميداني في التحرير، محتاجين قساطر وإكياس بول، ريتويت عاجل
  • الداخلية زعلانه، بتقولك رش البيبي عداوة، هو انتو شفتو حاجة، دي طرطشة بس
  • اللي يرشنا بميه..نرشه بببيبي
  • صحفي البيبي هيدخل التاريخ من قلب الكنيف

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

في إنكار المعروف وتبرير المنكر

ما بال أقوام هاجسهم اقتفاء عثرات العلماء! فإن لم يجدوا افتروا بهتانا عليهم، ليتهم يجيبوننا فيريحون ويرتاحون.

حينما كتبت في الرد على التهم المكذوبة بحق البرادعي، كنت معني بالانتصار لمبدأ عدم الإقصاء وتلويث سمعة الأبرياء، رغم اتهامات من خالفوني بأن تأييد البرادعي قد أضلني، وأحمد الله أنه قد قيض لي الفرصة في الرد على اتهام غيره حتى تبرأ ساحتي من الضلال، وأن يجعل قلمي سيف حق على من اعتدى على دين الله.
في صلاة العيد الأخيرة، قبل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل يد الدكتور صفوت حجازي، فكانت الصورة التي التقطتها عدسات المصورين فرصة لأولائك النفر الذين يتحسسون من كل ذي لحية، وينكرون فعل وقول العلماء، فاتهموه بالنفاق وبامتهان الانسانية، وادعوا مخالفته للدين بهذا الفعل، وحينما نقلنا الرأي الفقهي لكبار العلماء بما فيه من إقرار وإنكار دونما تعليق منا، تحول الكلام إلى استخفاف بالوقت الذي قضيناه للرد على هكذا أمر، وإنكار لرافد من روافد الدين وهي السنة، ولهؤلاء أقول:
  • لو أن الأمر لا يستحق الرد فكان من الأولى ألا يستحق النشر، فالنشر فيه إساءة والرد فيه إحسان، ولا يجوز ترك الإحسان عند إتيان الإساءة
  • لا مجال هنا لنشر رأي الفقهاء لسببين، أولهما أن الرد طويل ولك أن تقرأه إن أردت بالنقر على هذا الرابط، والآخر أن رأي الفقهاء مستند على فعل النبي والصحابة من بعده، وهؤلاء النفر ينكرون ماليس بقرآن، وعليه فالواجب أن نرد عليهم بما يقبلونه، فالمعلوم أنه لم يذكر منع ولا تنفير من تقبيل يد العالم في القرآن، وما دام ذلك ثابت فمرد الفعل إلى عرف الناس وعاداتهم، وما كان مستهجنا عند جماعة قد يكون ممدوحا لدى أخرى، ولا يصح إنكار عادة اجتماعية إلا بإجماع ذوي العدل والفضل في كل الجماعات، ولستم يا من تنكرون تقبيل يد العالم من أهل العدل ولا الفضل، فأنتم تنكرون قبلة إجلال على يد عالم، وتبيحون قبلة الاتيكيت على يد امرأة، بل وتتغاضون عن قبلة على خد إمرأة، ولو قلتم وما أدرانا أنها قبلة إجلال وليست نفاقا فخبرونا الآن من الذي يفتش في النوايا؟ ألم يأمرنا رسول الله أن نأخذ بالظاهر من القول والفعل ونحسن الظن بالناس، عفوا قد نسيت أنكم لا تقبلون السنة، حسنا فما أدرانا أن قبلة الاتيكيت ليست شهوانية؟ ولا قبلة الخد كذلك؟

  • الفصل في أن كرامة الإنسان تأبى هذا الفعل مردود بأكثر من طريقة، فقد سبق أن ذكرنا قبلة الاتيكيت، ولو شبهنا قبلة اليد بمسح الحذاء على اعتبار أن كليهما مهين، فما قولكم في لاعب الكرة الذي يحتفل بزميله بعد احرازه هدفا بأن يتقمص دور من يمسح حذاءه؟ بل ويقبله؟ الفعل هنا مقبول باختلاف الفاعل والمفعول به، حيث لا سبيل للشك في تفاوت الطبقات بين اللاعبين، ولا لشبهة تقديس، فلماذا تجسدت أمامكم هاتين الشبهتين في حالة تقبيل عالم ليد عالم آخر؟!

  • أنتم لا تعترفون بهؤلاء علماء، فلم استهدافهم في كل همسة وطرفة عين؟ إما أنهم علماء فهم أعرف بالمعروف والمنكر، وإما أنهم من العامة فلا يؤاخذون على ما يفعلون، ثم إنكم ترفضون هؤلاء بدعوى أنهم لا يفهمون صحيح الدين، هب أن هذا صحيح، فمن عندكم ليطبق علينا صحيح الدين؟ هل لسوء الفهم والتطبيق يرفض المنهج بتاتا أم تأتوننا بمن يحسن تطبيقه؟ أم أن الله ختم رسالاته بدين لم ولن يحسن تطبيقه إلا نفر لا يتعدون أصابع اليد الواحدة؟
  • مثلما كان اتهام البردعي من الناس لتبرير عدم انتخابه، يأتي اتهام العلماء لتبرير عدم مخالفتكم للدين، فهؤلاء العلماء يقولون بحل وحرمة أشياء تخالفونها، ولأن الانسان غالبا لا يقبل أن يعترف بتقصيره، فيستعيض عن ذلك بإنكار علم من يبين له خطأه من صوابه، ولا يغرنكم قراءتكم لبعض الكتب أو سماعكم لشيء من الدين، فإن العبرة بالاتباع، علم يصدقه عمل، ولو كان الأمر مقصورا على العلم لكان إبليس أولى منكم بصحة الموقف، فهو أعلم منكم وأكثر يقينا بالله
لقد ذم الله أقواما بما عصوا وكانوا يعتدون، وأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، ولا أدري كيف يفعل بنا الله وقد بلينا بمن لم يكتف بعدم إنكار المنكر، بل تعداه لتبريره وإنكار المعروف، اللهم إليك نبرأ منهم فلا تؤاخذنا بما فعلوا.