من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

المرشح المحتمل .....جوجل

يحار المرء في فهم دوافع السيد عمرو موسى أو توقع ردود أفعاله، غير أنه يظل متجددا في إطلالاته، مثل محرك البحث الشهير (جوجل).

أكثر ما يلفت نظري بخصوص السيد عمرو موسى هو قدرته على تأويل الكلام والتخلص من المآزق، لديه استعداد فطري لعزف نوتات كثيرة تناسب كافة الأذواق، وتلك الصفة لمحتها في محرك البحث (جوجل) حيث تراه يحتفل بالأشياء وأضدادها، ويفاجئك دوما باللوجو المختار، فقررت أن أرى أوجه التقارب والتشابه بين الاثنين، فلربما ساعدني على فهم مرشحنا الهمام.

بداية من الوصف، فهذا محرك بحث، وذاك لا يمل الحركة والبحث عن اثبات التواجد في الإعلام وفي الشارع، جوجل يخيل للمبتدىء أنه موسوعة، ويعتقد أنه الطريق للشبكة العنكبوتية، وكذلك موسى يراه البسطاء موسوعة، ويؤمنون أنه الطريق للسياسة التي تليق بمصر، نتائج البحث على جوجل عن أي شيء بالملايين، وكلمات موسى عن أي موضوع بالمئات، قلما تجد مستخدما للانترنت لا يعرف جوجل، ولربما كان هو محرك البحث الوحيد الذي يعرفه، وكذلك موسى، لن تجد مصريا لا يعرفه، ولربما كان وزير الخارجية الأوحد الذي يعرفونه.

كل ما سبق كان من أوجه التشابه الطريفة بين جوجل والسيد عمرو موسى، وقد يعتبرها البعض من المميزات لا العيوب، بيد أنني أزعم أن ما سأسرده لاحقا هو من أقوى الروابط بين محرك البحث الشهير ومرشح الرئاسة المحتمل، وأشدها سلبية، وتلك هي تصريحاته الخاصة بمعاهدة السلام (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل، والتي ما إن قرأتها حتى قفزت إلى ذهني تلك الجمل التي كثيرا ما تناقلها الناس دلالة على تآمر جوجل على العرب والإسلام، حيث يطلب منك أن تكتب جملا معينة في خدمة الترجمة بجوجل، وعندما تقوم بترجمتها تجد نتائج مختلفة رغم تقارب بناء الجمل الموضوعة، وأغلب هذه الجمل تدور حول اسرائيل والقتل والإرهاب وتمنى إختفاء إسرائيل، واعذرني أنني لم أذكر لك على وجه التحديد هذه الجمل، ذلك أنني لست معنيا بهكذا أمور لن تغير من الواقع شيئا، فضلا عن أنني لا أعلم سبب هذا القصور في الترجمة، ولكن ما يهمني هو شديد الصلة بين ما يفعله جوجل في ترجمته، والسيد عمرو موسى في تصريحاته.

يقول السيد عمرو موسى أنه «لا يمكن المساس بمعاهدة (كامب ديفيد) ونبه إلى أن المعاهدة اتفاقية مصرية- إسرائيلية أصبحت من وثائق التاريخ». ويقول أيضا "الأرض أرضنا والسلام نحن مهتمين به وتعديل اتفاقية السلام ممكن فهي ليست قرآنًا او إنجيلاً" فلا أعلم من منهما هو التصريح الذي يعبر عن مبدئه ؟ أم أن مبدأه هو موافقة الجمهور؟ ثم يعود ليمارس هوايته الأثيرة في إطلاق تصريحات تقرأ من اليمين إلى الشمال كما تقرأ من الشمال إلى اليمين بدون أن تعرف ما المراد منها، وذلك حين يوضح موقفه من معاهدة كامب ديفيد، بأنها كاتفاق إطاري انتهى زمنها، وأصبحت في "ذمة التاريخ"، وأن العلاقة الآن بين مصر وإسرائيل عبارة عن علاقات ثنائية بين البلدين تخضع لمعاهدة السلام! بالله عليكم هل هذا يعني أن المعاهدة قد انتهت أم ما زالت!

أعلم أن المرشح حين يصرح فهو يخاطب جموع الناخبين بما يوافق هواهم، والشعب المصري هواه هو النفور من اسرائيل وأمريكا ومعاهدة السلام، أما السيد عمرو موسى فلم يكتف بدغدغة مشاعر الشعب، بل أراد دغدغة مشاعر إسرائيل وأمريكا وطمأنتهم بعدم المس باتفاقية السلام، وهو هنا لم يدخل البلدين في جموع الناخبين الذين سيحددون فوزه في سباق الترشح فحسب، بل جعل لهم وضعا خاصا، تماما كما يتعامل معهم جوجل، حيث كل العالم مستباح ومعروض على خرائط جوجل وجوجل لايف، ما خلا اسرائيل وأمريكا.

ليست هناك تعليقات: