من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

السبت، 27 أغسطس 2011

المخلل... الطبق المقرر


تجده على كل الموائد، الأغنياء والفقراء، مع الزفر والأرديحي، لا تطلبه في المطعم لأنه يوضع أمامك بدون طلب، ولن تطلب أن يلف الباقي منه لتأخذه معك لأنه غير محسوب على الفاتورة، ومع اختلاف ألوانه فهو تقريبا نفس الطعم، ليس به فائدة غذائية أو طبية تذكر سوى أنه يفتح شهيتك فتصاب بعسر الهضم من فرط الأكل، ثم يرفع ضغطك بمحتواه الملحي العالي، إنه المخلل.

هذا بالضبط ما أحسه عندما أشاهد السيد عمرو موسى، صاحب ربطات العنق الأنيقة، الذي يشبه طبق المخلل في تنوع ألوانه وبهجته، وشعاراته الرنانة التي تسيل لعاب المستمعين الجوعى لبطولات العجز وقلة الحيلة، ويتواجد في كل المحافل لأنه يؤكل مع كل الأطباق.



رأيي في السيد عمرو موسى قديم، لا أذكر بالضبط متى بدأت تكوينه، ولكنه اكتمل قبل ما يقرب من السنوات الثلاث، فعلى غير العادة لم أكن منبهرا به أيام استوزاره وزيرا لخارجية مصر، صحيح أنني لم أكن أراه ضعيفا ولا مهتزا، ولكنني لم أره قويا ثابتا كذلك، كان امتدادا لمن استوزره في جمال الصورة مع خواء المضمون، ثم انتقل للجامعة العربية، فتوسم أغلب الناس قفزة في الأداء على يد من كلامه موزون ويكره إسرائيل، ولكنه خيب جميع الآمال، فالضعف الذي أصاب الجامعة في عهده -على ما بها من وهن- أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجامعة العربية ما هي إلا مبولة كان يستخدمها الاستاذ مدحت في فيلم الإرهاب والكباب، ولا يحلو الكباب إلا مع الطحينة وطبق المخلل.

الميزة الأخرى التي أجمع عليها جميع من تكلموا عنه -غير أناقته- هي لباقته وقدرته على إطلاق الشعارات، وإن كنت مؤخرا أجد أن ما يلفت النظر في حديثه هو الكلمات التي لا تدري ما المراد منها وأن جمله تقرأ من الشمال إلى اليمين كما تقرأ من اليمين إلى الشمال، فما معنى أن يقول أن الإنفلات الأمني سينتهي عندما يتحقق الاستقرار! وما المراد من قوله واصفا سكان المقابر والعشوائيات بأنهم «أموات فوق الأرض»؟ هل يريد أن يدفنهم أم أن يحييهم؟ ثم كيف نفهم محاولته لتبرير موافقته على تصدير الغاز بأنها خدعة سياسية وحتي تعلم إسرائيل أن هناك العديد من المزايا التي ستحصل عليها في حال قرار السلام؟ أولم تكن مفاوضات مدريد بمبدأ الأرض مقابل السلام؟ فما محل الغاز من الإعراب؟ ثم كيف يكون الأمر خدعة في حين يضيف أنه كان المقصود في الاساس هو امداد قطاع غزة بالطاقة والسماح بالدراسات اللازمة لجدوى المشروع وهو ما لم يكن ممكنا بتاتا دون الاشارة الى ان الهدف هو التصدير الى منطقة غزة اسرائيل؟ مجموعة من الشعارات اللي تصلح لأن تكون إفيهات.



السيد عمرو موسى يلعب بالورقة الرابحة في نظره، أن يكون طبق المخلل على موائد الطبقة المتوسطة والفقيرة، ويستعين بشعبان عبد الرحيم، رمز الشعبية، ورمز الجهل، ورمز الهتاف لمن ملك، ويؤم الناس في افتتاح مجمع إسلامي! فقد تعلم درسا من ندوات المثقفين والنشطاء، فلا أسئلة محرجة، ولا انتقادات جارحة، ولا اعتراض على كلام الله، فبضاعته المزجاة لن تجد لها رواجا إلا عند من يطلب "بربع جنيه" مخلل زيادة.

السبت، 20 أغسطس 2011

الكبير قوي

  • المكان: دوار العيله
  • الزمان: بعد السحور
  • الحدث: ولاد أبو عقرب هدوا الحيطة اللي بينا وبينهم وجات على رمضان ومات
  • الأشخاص:
الكبير قوي مالوش اسم
    أبو دراع زعلان من الكبير بس جه علشان يشوف حل للمصيبة

    السكيتي واحد مهزأ ومش بيزعل الكبير قوي
     
    الخواجة واحد من بره البلد عايش من زمان هنا ومصاحب الكبير قوي
     
    سيد وشوية ناس تانيين
    • سيد: أيوه يا كبير، قول هنعملوا ايه؟ رمضان دمه غالي علينا
    • الكبير قوي: آه والله، الفاتحة على روحه يا جماعة
    • أبو دراع: دي عاشر مرة نقرو الفاتحة، سيبوله شوية سيئات يتحاسب عليها
    • السكيتي: انت مبتحبش رمضان! عايزه يتعذب في القبر
    • أبو دراع: بلاش إنت يا سكيتي، دلوقتي عرفت عذاب القبر! ده انت مبتركعهاش، ماشي وآدي فاتحة على روحه
    • الكل يقرأ الفاتحة
    • أبو دراع: ها هتعمل ايه؟
    • السكيتي: انت بتكلم الكبير قوي كده حاف، خلاص مفيش أدب، ما هو ده اللي خلا الناس تستجري علينا، مش عايزين يبقالكم كبير يا لمامة
    • أبو دراع: إتلك ياض ومش عايز نسمع صوتك، إخلص يا عم الكبير قوي قوي، انت هتختم القرآن على روح رمضان؟
    • الكبير قوي: عايز أيه يا أبو دراع، إنت مش كنت زعلان وحلفت منتاش جاي الدوار تاني لحد ما نمشي منه، ولا حليت في عينك القعدة؟
    • أبو دراع: قعدة أيه يا بو قعدة؟ وهو في حد قعدك هنا غيري؟ أنا لا عايز قعدات ولا عنقدر نستحمل العمة على دماغي، وبعدين ده مش موضوعنا، هنعملو أيه مع ولاد أبو عقرب؟
    • الكبير قوي: إحنا مالنا ومالهم؟ إحنا مالناش صالح غير برمضان، ولا أيه يا خواجه؟
    • الخواجه: كلامك مظبوط يا كبير، إخنا نسوف رمضان راخ هناك ليه الأول
    • سيد: آه صحيح، هو راح هناك ليه؟
    • أبو دراع: يا دين النبي؟ مش رمضان غفير البوابة؟ عايزينه يقعد فين؟ وبعدين مش ده بيتنا وإحنا أحرار نقعد مطرح ما نعوز؟
    • سيد: آه صحيح، رمضان كان الغفير، بس هو مكنش بيروح يقعد عالبوابة قبل كده
    • أبو دراع: مكنش بيروح وبقى بيروح، مش موضوعنا
    • الكبير قوي: هو رمضان مكنش بيروح يقعد! إزاي الكلام ده؟
    • الخواجة هامسا: بلاس تمثيل، إنت اللي قلتله ميروحش قبل كده
    • سيد تعليقا على همس الخواجة في ودن الكبير قوي: هو بيقوله أيه؟ هو بيكلمه إنجليزي؟ طب ماحنا مش بنفهم إنجليزي!
    • أبو دراع: هو يعني الكبير اللي بيفهم
    • السكيتي: انت مش هتتعلم الأدب وتبطل تغلط في أسيادك يا أبو دراع؟
    • أبو دراع: وعزة جلالة الله لو ما اتلكمتش وخرست لكون ماسكك وعامل فيك زي ما حصل مع كبيرك، فاكر يا كبير لما جلابيتك اتحشرت في الدراسة وراحت معوراك في ال... ولا بلاش، أهو من يومها مشفناش وقفة راجل منك
    • سيد هامسا في ودن اللي جنبه: آه صحيح، ده من يوم تعويرة الدراسة والكبير قوي مبقاش كبير، ومن يومها وهو مصاحب الخواجة، وإحنا اللي فاكرين إن الخواجة عيصرف عليه علشان يتعالج وبس، أتاريه.. استغفر الله العظيم
    • الكبير قوي: حد سأل ولاد أبو عقرب أيه اللي حصل؟
    • أبو دراع: يا مثبت العقل والدين، هنسألهم على أيه وليه؟
    • الخواجة: هما كانو بينضفو تحت الخيطه علسان في تعابين وعقارب، وبعدين الخيطة راخ وقعت على رمضان
    • الكبير قوي: وليه محدش منضف الحيطة؟
    • سيد: يا كبير إنت قلتلنا الناحية دي قبلي ومفيهاش سمس ولا هوا، ومحدش يقعد فيها، بطلنا نروح هناك لحد ما لمت التعابين والعقارب
    • أبو دراع: يا عم إخلص، تعابين أيه وزفت أيه وهباب برك أيه، يعني هي جات عالتعابين، مانت مجاور ولاد أبو عقرب ذاتهم
    • الخواجة: يعني نعملهم أيه؟ دول معاهم كونتراتو يا خبيبي
    • أبو دراع: هو ميتين أم الكونتراتو ده مش ماشي غير علينا بس؟
    • الكبير قوي: علشان إحنا الكبار لازم نلتزم بالكلمة، الحكاية مش سهلة والعيال متفهمهاش
    • السكيتي وسيد وشوية ناس: الله عليك يا كبير، هو ده الكلام
    • أبو دراع: يعني في الآخر هتعمل أيه؟
    • الكبير قوي: هنعمل أيه في أيه؟ إنت ناسي إن دول ولاد عمنا فوق، والضفر ميطلعش من اللحم؟ عايز الدم يبقى ميه
    • أبو دراع: ما هو بقا ميه خلاص، ورمضان راح
    • واحد يدخل بسرعة وهو بيزعق: إلحق يا كبير، الشحات واد خالتك جايب ولاد عمه وعايز إردب قمح قال أيه علشان ياكلو
    • الكبير قوي منتفضا من مجلسه: هي حصلت يعرنا قدام الناس ويطلع من الحوش، خلاص مبقاش لينا كرامة لو سكتناله، يا رويعي، هات الرجالة والسلاح

    الجمعة، 19 أغسطس 2011

    برقيات ملهاش لازمة 2

    • أنا لا أكره الستات... مفيش فيهم واحدة مراتي
    • أقول لأصدقائي: أنا لا أصلح للزواج، يردون علي: جرب تاني.... هل أنتم تكرهونني لهذه الدرجة
    • عندما أجلس مع أخي وصديقي لنشتكي زوجاتنا، نحن حريصون على ذكر الاسم في كل جملة، محدش فينا يحب حد يتكلم على مراته
    • ان تدفع المهر وتجهز الشقة وتصرف على البيت وتغير طريقة حياتك كل هذا ليس بتضحية، التضحية أنها اتجوزتك
    • لو أن الطلاق بيد الزوجات، كان زماني متعذبتش فترة طويلة
    • لن يزعجها ما يفعله أهلك لها أو معها، فقط يزعجها ما يفعله أهلك مع غيرها
    • أشكر زوجتي جدا، فهي الوحيدة التي تمنعني من الغرور بنقدها الدائم
    • الحمد لله أن أغلب الرجال منافقون، فهم يقولون في زوجاتهم مالا يفعلون من الانفصال عنهم
    • هي راهنت أنني سأتغير بعد الزواج، أنا راهنت أنها ستتغير بعد الزواج، ما الذي أحببناه في بعضنا إذن!!
    • إذا لم تتزوجها فأنت لا تحبها... إذا تزوجتها فأنت حتما لن تحبها
    • أنت تلوم نفسك على سوء اختيارك... هي تلومك على سوء اختيارها
    • حتى في الزواج... زامر الحي لا يطرب
    • لا تصدق ما تعدك به قبل الزواج، ليس لأنها كاذبة، ولكنها لا تعرف إنها لن تظل نفس المرأة بعد الزواج
    • تسألك: هل تحبني؟ إذا قلت نعم فأنت في نظرها كذاب، وإذا قلت لا فأنت في نظرها مجرم... حد عنده إجابة تالتة؟

    الأربعاء، 17 أغسطس 2011

    حتى اللمم!!!

    الواضح أن صوتنا لم يعد يسمع المجلس العسكري، مطالبنا اختلفت فصارت النداءات ضجيجا، وعلينا أن نسمعهم نداء واحدا: الشعب يريد، لا بصيغة الطلب، ولكن بصيغة الأمر.


    كنا في الأيام الأولى عقب تولي المجلس العسكري أمور البلاد نعتقد أن تخبطه في التسيير ناجم عن نقص الخبرة واختلاف أمور السياسة بملاءماتها عن قرارات العسكرية بحزمها، بيد أن سير الأحداث بدا وكأنهم يتقنون السياسة، وأنهم ينفذون أجندتهم اللتي لا تقارب أجندة الثورة،


    لقد أصبحنا في أعنف مراحل الفتك بالثورة، فالعدوان صار منظما ومقننا، والغرض منه إنتاج النظام الجديد بمعايير يضعها المجلس العسكري، لا بمطالب الشعب ومعايير الثورة، فالآن سلطات البلاد الثلاث -القضائية والتشريعية والتنفيذية- بيد المجلس العسكري، وهو أمر أسوأ مما كنا عليه في النظام السابق، وبسوء المعطيات تسوء النتائج، فانظر إلى الاستبداد والدكتاتورية التي يعيد المجلس وضع معايير لهما بممارساته التي ما كانت لتقبل قبل الثورة، فما بالك هذه الأيام، وهو يستغل غطاء المحاكمات الصورية لمبارك لتمرير بنود أجندته وتصفية الثوار، رموزا وغير رموز.


    كيف وصل بنا الحال في ستة أشهر أن يكون القضاء العسكري هو قاضينا الطبيعي! إحالة ومحاكمة 12 ألف مواطن أمام القضاء العسكري! كيف يصر الشعب على محاكمة من اغتصبوا حقه وأهانوا كرامته على مر السنين بدون أي إجراءات استثنائية بينما يحاكم المجلس العسكري (شريكنا ووكيلنا) خيرة شباب الوطن في المطابخ بعد منتصف الليل ودون حضور محام! كيف تقوم الثورة لتجاوزات التعذيب على يد الداخلية فيصبح التعذيب مقررا على كل الشعب بيد العسكر! كيف يعتدي العسكر على المعتصمين بعد أيام من تنحي مبارك ثم يلتمس السماح برصيده الذي يسمح والآن ليس للثوار عنده أي رصيد يسمح! أليس هناك رصيد لأسماء محفوظ التي كانت تصور دعواتها لنزول الشعب قبل قيام الثورة في الوقت الذي كان المجلس يتساءل عن موعد قيامهم بإلقاء التحية العسكرية لجمال مبارك هل ستكون في مايو أم نوفمبر أم العالم القادم؟ كيف يحكم على شابين حكما نافذا بالحبس بناء على تحريات وبتهمة السب والقذف بينما يخلى سبيل المسئولين عن الفساد والقتل وأدلة إدانتهم تاريخ 30 عاما!


    لقد تجاوز الشعب عن كثير من كبائر المجلس السابقة والحديثة، تجاوزنا عن السكوت المهين للمجلس على فساد النظام السابق، وتجاوزنا عن تقصير المجلس في موقعة الجمل، وتجاوزنا عن فض الاعتصام الواحد تلو الآخر، وتجاوزنا عن التباطؤ في محاسبة القتلة والفاسدين، وتجاوزنا عن الانفراد بالقرار والاستخفاف بمطالب الشعب، وفي ذات الوقت يأبى المجلس أن يتجاوز عن اللمم، فإن كان لا بد من المحاسبة فليلجأ لقضائنا الطبيعي، وليأجرنا الله في مصابنا الجلل الذي يجعل حاكم البلد يتقمص من كلمة بنت العشرين.


    يبدو أن هذا الشعب قد بلي بحكامه، فلا هم على قدر تاريخه وحضارته، ولا هم على قدر همته وطموحاته، فأهانوا الماضي ولوثوا الحاضر، ومالم نتدارك سوء صنيعهم سيبددون المستقبل

    الجمعة، 5 أغسطس 2011

    افتتاحية الجار الله: العيب في الذات الرئاسية!

    يبدو أنه قد كتب علينا أن نظل نقرأ مقالات النفاق والتملق للرئيس المخلوع في الصحافة العربية حتى بعد توقف صحافتنا المصرية، فالظاهر أن مصر كانت منارتهم التي يتبعونها في الحق وفي الضلال أيضا، وأنه يلزمهم بعض الوقت حتى يتعلمون التخلص من تلك النقائص.


    وقعت على افتتاحية أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية في عدد الخميس 4/8/2011 بعنوان: رحم الله مصر من لعنة العقاب
    وحينما بحثت عن رابط المقال السابق وجدت روابط أخرى لنفس الكاتب محورها الثورة المصرية وما يحدث للرئيس المخلوع، ورغم أن شهادة الجار الله بهذا الشأن مردودة ومجروحة لسابق علاقته المعروفة بالرئيس المخلوع وابنه، إلا أنني أردت نقد المقال من الناحية المهنية عله يرجع إلى الصواب.


    خلاصة اعتراضات الجار الله هي: محاكمة أحد رموز حرب أكتوبر، روح التشفي والانتقام ممن خدموا بلادهم، اتباع رأي الشباب عديمي الحنكة والخبرة، دفع مبارك فاتورة غسل تجاوزات مراكز الفساد المتمكنة، اتهام مبارك باستغلال النفوذ والتربح، وفيما يلي الرد عليها بشيء من التفصيل:


    - نسي الجار الله أن مبارك هو أول من سن سنة إبعاد رموز حرب أكتوبر الحقيقيين واضطهادهم، وارجع للتاريخ لتعلم من هو سعد الدين الشاذلي ومحمد شبانه ومحمد علي فهمي وجمال محمد علي وكيف عاملهم الرئيس المخلوع.


    -لا أعلم كيف يكون اللجوء إلى القضاء الطبيعي والاحتكام إلى القانون والإجراءات الاعتيادية تشفيا وانتقاما، فكيف يكون العدل إذا؟ وكيف نمضي أمر الله بالقصاص العادل؟ لقد وفرت هذه الثورة المجيدة ظروفا عادلة نبيلة لطاغية لم يتوان لحظة في محاكمة كل من يختلف معهم عسكريا، أو أن يلفق لهم تهما ثم يحاكمهم أمام قضاة يأتمرون بأمر وزارة داخليته، ثم ما مرجع الجار الله في إدعاءه أن مبارك قدم لمصر ما يثاب عليه ويغفر له أي تقصير، دعنا من الكلام المرسل وهات لنا أرقاما وبيانات تدلل على ما تقول، وحتى لا تتعب نفسك فها هي تقارير التنمية الخاصة بمصر عن فترة حكم مبارك التي قدم فيها خدماته التي تزعم:
    إنجازات نظام مبارك و الحزب الوطني خلال 30 عام 
    مصر بتتقدم بينا ؟؟؟!!! ( انجازات حكم حسني مبارك ) !!! 
    للكارثة أوجه متعددة – فهمي هويدي
     


    -أما إنكارك حق الشباب في النقد والنصح والمشاركة في الحكم فما قولك في أسامة بن زيد الذي أمره رسول الله على جيش به من به من شيوخ الصحابة؟ وما قولك في الدول الغربية التي تفوقنا ديمقراطية وتقدما حينما يكون نواب الشعب فيها من أبناء العشرين والثلاثين عاما، الذي استغربه هو إصرار الرئيس المخلوع ومن على شاكلته من أبناء السبعين والثمانين على صبغ شعرهم بالسواد، يطلبون مظهر الشباب ولا يرضون عقله.


    -أما قولك أن مبارك كبش فداء لغسل تجاوزات مراكز الفساد المتمكنة من كل شيء, فقد وافق الصواب في جزئه الأخير فقط، فالفساد قد تمكن من كل أطراف الدولة وكان مؤسسيا وممنهجا، ولكنه برعاية الرئيس المخلوع، فهو مسئول عنه سياسيا على الأقل إن ثبت عدم تلوثه به، وهو المسئول عن اختيار بطانته، فهل هو أتقى من ابن الخطاب الذي يعلم أن الله سيسأله عن بغلة تعثر في العراق؟ فماذا يفعل المخلوع حين يسأله الله عن تقارير التنمية السابقة؟


    --أما كلامك المرسل عن إسقاط 30 مليار من ديون مصر لدى العالم فما نعرفه أن ابن المخلوع -الذي كنت تسانده للترشح خلفا لأبيه- كان يتاجر في ديون بلده ليحقق مكاسب طائلة، وأن المخلوع كان على علم بذلك، والذي نعلمه أن فلوسنا التي جمعت بهدف تسديد ديون مصر قد ذهبت كفص ملح وداب، وأما قولك عن الهدايا التي كان يتلقاها والرواتب التي كان يدفعها له الشيخ زايد وأنه كان يحولها لخزينة الدولة فهات لنا دليلا على ذلك، ولعل هذه الهدايا والرواتب -التي هي تسول خسيس- هو ما يعجبكم في المخلوع، فقد كان تذللـه لكم يرضي غروركم، وأراد أن تكون بلده رمزا للشحاته.


    يا سيادة رئيس التحرير، إن المصالحة والمسامحة التي تتكلم عنها تكون في حق المخطىء والمذنب، ولكنك تنكر أنه أخطأ أو أذنب، ماذا نقول لأمهات ألف شهيد يجلسن إلى موائد الإفطار وكراسي فلذات أكبادهن شاغرة، وكل ما فعلوه أنهم خرجوا مسالمين يقولون كلمة حق عند صاحبك الجائر؟ ماذا نقول لآلاف المصابين الذين لا يزالون يموتون لتدهور الرعاية الصحية التي وصلت على يدي صاحبك إلى الحضيض؟ لا أجد في مقالك حقيقة واحدة يمكن الاستناد عليها، وأغلب الظن أن رفضك لمحاسبة الرئيس المخلوع هو من قبيل إنكار العيب في الذات الرئاسية، فليكن معلوما لديك أن مصر دولة نظامها جمهوري، وأن رئيسها منتخب من الشعب الذي هو مصدر السلطات، وأنه لا وجود للذات الرئاسية في النظم الجمهورية، وأنه من كان يحب مبارك فإن مبارك قد سقط، ومن كان يحب مصر فإنها ستظل منارة للناس، وأنه من أحب مصر وشعبها فقد زاده ذلك شرفا، ومن بغضهما فما ينقص ذلك إلا منه.

    الاثنين، 1 أغسطس 2011

    نوبة نقص سكر

    كل عام وأنتم بخير، أول أيام الصوم في أول رمضان بلا مبارك، نقص السكر في الدم يضيف إلى الهذيان بمقدار نقصه، فينطق اللسان بأسئلة من فرط وضوحها يستتر جوابها، مثلا: أنا معتاد يوميا على عدم تناول الفطور، ونادرا ما أشرب، لماذا اليوم تحديدا كدت أن أشرب مرتين وبطني تحدثني عن الفطور؟

    في رمضان تسلسل شياطين الجن، إلهذا السبب يزيد شياطين الإنس نشاطهم؟ وهل أصبحت وسوسة الشيطان أضعف تأثيرا من النفس الأمارة بالسوء؟

    الموظفون أوقفوا العمل الساعة 12 ظهرا بحجة أننا في رمضان، فلماذا كانوا يوقفونه في نفس التوقيت قبل رمضان؟

    بمناسبة قصر ساعات العمل، كيف تفسر قرار اتحاد الكرة زيادة عدد فرق الدوري في الموسم القادم لتكون 19 بدل 16؟ هل عاد الأمن للبلاد لنتمكن من تأمين جميع المباريات؟ بزيادة المباريات تزداد الحاجة لوضع جدول متوازن وعملي ويلتزم الجميع به، فهل تم وضع هذا الجدول ونحن الذين لم نقدر يوما على الالتزام بمباريات أسبوعين متتاليين؟ هل انتهينا من الانتخابات؟ في حالة أن الانتخابات طالت بسبب أحكام قضائية أو رفض الدستور، هل سيتم تأجيل المباريات؟ ماذا سيحدث إن انتهى الموسم بانقضاء التاريخ ولم تنته المباريات بسبب التأجيل؟ وهل تذيل أحد الأندية الجماهيرية لقاع الجدول مبرر لتعديل لائحة الصعود والهبوط أو استثنائه؟ وهل حفاظنا على النادي بسبب جماهيريته أم بسبب أداءه؟ وهل هبوط الاتحاد في موسم عادي مقبول إنما هبوطه في موسم الثورة مرفوض؟ وهل الاتحاد هو النادي الوحيد الذي تأثر بالثورة؟ وكيف نفسر أن الاتحاد جمع 11 نقطة في النصف الأول من الموسم بدون ثورة في حين جمع 19 نقطة في النصف الثاني بعد قيام الثورة؟

     وبمناسبة الرياضة التي انتعشت بالثورة، مسلسلات رمضان لم تتأثر بتوقف عجلة الإنتاج، هل عجلة الإنتاج انتقائية أم أن المسلسلات من أدوات إعادة تدوير العجلة؟

    بمناسبة ازدياد المسلسلات، بماذا نفسر زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر واسرائيل بنسبة 18% عن الشهور الخمسة الأولى من هذا العام وهي شهور الثورة مقارنة بنفس المدة من العام السابق؟ وإذا كان الانتاج قد تضرر عندنا بسبب الثورة فهل معنى ذلك أن الزيادة كانت في الاستيراد من اسرائيل؟ وهل الزيادة في الاستيراد كانت مدفوعة أم شكك؟ وهل التبادل التجاري مع اسرائيل مكرمة بينما أسهم حازم عبد العظيم خطيئة تستوجب الاستبعاد؟ أم أن الاستبعاد من الوزارة كان بسبب أن الأسهم قليلة ونسبتها 5% لا تناسب حجم التبادل التجاري الرسمي؟

    بمناسبة التبادل التجاري مع اسرائيل، لماذا تهدد اسرائيل بمقاضاتنا بسبب نقص إمداد الغاز؟ أو ليست كل الاتفاقات تستثني إخلال أحد الأطراف بشروط الاتفاق لسبب قاهر؟ أم أن الثورة ليست سببا قاهرا؟ أم أن الموضوع ليس اتفاق بيع وشراء إنما اعتراف بحق إسرائيل في ثروات سيناء؟ وأنه يجب علينا تأمين حصولها على هذا الحق؟

    بمناسبة تأمين حقوق إسرائيل، هل يمكن التأمين بدون قوة مسلحة شرطية أو عسكرية؟ وهل نص اتفاقية السلام على عدم تواجد هذه الأعداد يجعلنا متخاذلين عن التأمين؟ وهل تصريح اسرائيل أن مصر فقدت السيطرة على سيناء هو مبرر لنا لزيادة الأعداد أم مبرر لها للتدخل؟

    بمناسبة القوات العسكرية، لماذا تدخل الناتو في ليبيا ولا يريد التدخل في سوريا؟ كيف نفسر موقف الجامعة العربية إبان عمرو موسى (الضعيف) من ليبيا وموقف الجامعة العربية إبان العربي (القوي) من سوريا؟ كيف نفهم قتال الأسد ضد شعبه الأعزل بينما معتقده يحرم قتال إسرائيل المسلحة إلا تحت لواء المهدي المنتظر؟ كيف يكون عدد القتلى في مذابح إسرائيل أقل من قتلى الثورة بيد جيش البلد؟

    يبدو أن نوبة نقص السكر قد أنستني وضع علامات تعجب بعد كل جملة بدلا من علامات الاستفهام، فلا ترهق نفسك، فأنا لا انتظر جوابا، وكفاية لحد كده.