من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الخميس، 27 يونيو 2013

هات الطيارة.... وتعالى لاعبني


تلقف الإعلام الذي ما زال على حاله، تصريحات مرسي في خطابه عن شفيق، وخصوصا اتهامه لشفيق أنه تعاقد على صفقة طائرات بأعلى من السعر المعلن، وفي سعي الإعلام لاثبات جهل أو كذب الرئيس، احضروا خبرا من موقع شركة بيونج يذكر أن مصر للطيران تعاقدت على شراء 6 طائرات من طراز بيونج 737-800 مبدئيا، وقد تزداد إلى 12 طائرة، وأن سعر الصفقة 850 مليون دولار، واحتفوا بهذا الخبر عبر الترويج له بعنوان: بوينج تكذب الرئيس، وما إلى ذلك من العناوين.

لا أعلم كيف جزم الإعلام أن السعر المذكور في الخبر هو إجمالي سعر 12 طائرة وليس 6 طائرات، رغم أن الأوقع والأقرب للحدوث أن يكون السعر لما تم الاتفاق عليه فعلا وهو 6 طائرات، وليس لاحتمال زيادة الصفقة لتصبح 12 طائرة، كما أن الخبر المذكور على صفحة شركة بوينج تاريخ نشره 8/8/2005، فكيف يكون هذا ردا وتكذيبا من الشركة لتصريحات الرئيس؟!

على كل فلكم أسوق بعض الأدلة الأخرى التي تضرب الارتكان إلى خبر شركة بوينج في مقتل:
  1. لم يذكر الرئيس في خطابه أن صفقة الطائرات من شركة بوينج، وعليه فإن صفقة طائرات شركة أيرباص البالغة 881 مليون دولار لخمس طائرات فقط حسب الخبر المنشور في النيويورك تايمز في 28/8/2007 أكثر مطابقة لتصريحات الرئيس.
  2. يبلغ إجمالي عدد الطائرات من طراز بيونج 737-800 في الأسطول المصري 20 طائرة، تم التعاقد على توريد أول طائرة في  29/9/2006، وآخر طائرة تم استلامها في 26/9/2012، والطائرة الأخيرة هذه تم التعاقد على توريدها ضمن 12 طائرة قبل ثلاث سنوات من تاريخ استلامها، أي في 2009، وهذا حسب الخبر المنشور في الأهرام بتاريخ 28/9/2012، وعند طرح ال12 طائرة من إجمالي ال20 طائرة في أسطول مصر للطيران من بوينج 737-800 يتبقى لنا 8 طائرات فقط، فلو كان السعر الذي سدد 850 مليون ل 12 طائرة فأين هي الطائرات الأربع الناقصة؟

الخلطة السرية


لن يسقط مرسي إلا بإدخال الفلول في المعادلة، هذه حقيقة يعيها الثوار والمعارضة، وإليك التفصيل.

المعادلة ببساطة هي أن سنة من المعارضة المستمرة والنقد "على الفاضي والمليان" و9000 تجمع معارض و24 دعوة لمليونية، كل هذا أكسب النظام الحاكم مناعة صلبة، تجعله لا يهتز، لا يشعر بالتهديد، لا يفقد السيطرة لمجرد وجود تجمع "سلمي" مهما بقي هذا التجمع في الميادين، وهو ما يختلف تماما مع ما حدث مع النظام السابق، الذي لم يواجه من قبل مظاهرات بهذا العدد من المشاركين وانتشار الأماكن وطول مدة البقاء في الميادين، ذاك النظام انهار في أقل من 48 ساعة.

والحقيقة أن ما أقوله له سند علمي في علم النفس وعلم وظائف الأعضاء: تكرار التعرض لنفس المثير أو المنبه بكثافة على فترات متقاربة يؤدي إلى التكيف والاعتياد، حينها يصبح تكرار تهديد الطفل لا يؤدي إلى ردعه، وتكرار تعاطي المخدر لا يوصل للنشوة المرجوة، ببساطة يضمحل التأثير.

الحل إذا لتغيير أطراف المعادلة هو إدخال عامل جديد يعلي من تأثير المثيرات المعتادة، كأن تضرب الطفل، أو تغير نوع المخدر أو مدخل التعاطي ليصبح بالحقن بدلا من الشم، هنا يأتي العنف كخيار وحيد قادر على تعميق أثر التظاهر، فالعنف سفير الفوضى، والفوضى هي ما يمكن أن تهز ثبات أي نظام.

يستطيع الثوار رد العنف من قوات الأمن بعنف مماثل، لكنهم لا يستطيعون ابتداءه في حالة التعامل الأمني المنضبط معهم، ولو كان في مقدورهم بدء بعض بؤر العنف فلن تكون بالانتشار الأفقي ولا الرأسي الذي يسمح باستمراره واستجلاب الفوضى، كما أنه يتعارض مع قناعاتهم الشخصية أنهم يقاومون سلميا، لذلك فالثوار والمعارضة التي لا تعرف العنف منهجا مضطرون لاستئجار مقاول من الباطن، يقوم بإنهاء الأعمال على أكمل وجه، بينما هم يوقعون العقود ويحصلون الربح.

إن إدخال الفلول إلى حلبة الصراع بما لديهم من خبرات وقدرات على نشر العنف وتحقيق الفوضى، ليس مصادفة عفوية، ولا خيار غافل، بل هو الطريق الإجباري الوحيد الذي يجب على الثوار والمعارضة سلوكه في سبيل إسقاط النظام الحالي، على أن هذا الاختيار لن يظل فعالا إلى ما لا نهاية، بل مثله مثل جميع المثيرات والمنبهات، لو لم يكن صادما منتشرا أفقيا ورأسيا بشكل يشل النظام، فسيعتاده النظام، وسيعتاده الشعب، وسيفقد تأثيره، هكذا حذرنا من التظاهر باستمرار، ولكنهم لم ينصتوا وأضاعوا القدرة على التأثير بسذاجة.

قد نختلف في تقييمنا لأداء الرئيس، أو قابليته للتغيير من عدمه، لك كل الحق في الرغبة باستبداله وبدون أسباب، بشرط سلامة الوسيلة، ونبل المقصد، فليس كل أمر يصح أن تستأجر له مقاولا من الباطن، إن كان مقبولا أن تقدم من يتحدث عنك في "الخطبة"، فليس مقبولا أن تقدم من يفعل عنك في "الدخلة".

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

أخذتها العزة بالإثم

كتبت البوست التالي:
"تقوله سب السيدة عائشة كفر يوجب القتل يقولك ازاي الدين يكون بالدموية دي؟ أكيد مش صح!تقوله يا بني آدم الأدلة الشرعية أهي يقولك طب وحقوق الإنسان هتعمل فيها أيه!
ماهو أصلك انت مش فاهم، تمام الإسلام هو التسليم والانقياد الكامل لأمر الله لما يتعارض مع عقلك وقانون البشر... ببساطة كده علشان تبقى فاهم"


فوجدت التعليق التالي:


فطلبت منها التالي:
"Heba Saif Negmeldeen ما الحكم الشرعي في سب العشرة المبشرين واستحلال ذلك ورمي السيدة عائشة بالفاحشة؟أدلة شرعية فقط"

فلم ترد

فكتبت الرد التالي:
طلبت منك البحث عن الحكم الشرعي في سب العشرة المبشرين واستحلال ذلك ورمي السيدة عائشة بالفاحشة، حتى تنالي ثواب الرجوع إلى الحق بمراجعة النفس، وقد كان طلبا لإبراء ذمتي أمام الله أني لم أصدك بغلظة رد، وإنما دعوتك للبحث عن الحق، وأنا أرجح أنك لن تفعلي، فلو كنت حريصة على التثبت من الأحكام والبحث عنها ما كنت لتتهمينني بالامتلاء بالكراهية والعنصرية وإشاعة الفوضى، فما تكلمت إلا عن حكم شرعي مجمع عليه من علماء الأمة بلا خلاف أن من رمى السيدة عائشة بالفاحشة مرتد كافر بصريح القرآن ويقتل، وهو عين الحكم الشرعي في من سب العشرة المبشرين بالجنة الذين تواتر القول في إثبات فضلهم.
وإن رسالتك التي تطفح بما في نفسك لا يمكن أن تفهم إلا على أحد وجهين: إما اعتراضا على طريقة قتل حسن شحاته بالضرب حتى الموت، وإما اعتراضا على الحكم الشرعي بقتل من يسب العشرة المبشرين ويرمي السيدة عائشة بالفاحشة.
فأما اعتراضك على طريقة قتل حسن شحاته بالضرب حتى الموت فلا سبيل أن يكون موجها لكلامي، لأن البوست لم يتكلم عن حالة حسن شحاته خاصة، ولكنه تكلم عن حكم من يسب السيدة عائشة عموما، فأنت فهمت شيئا لم انطق به ثم جعلتيه يجري على لساني ثم تلومينني على انحراف فهمك لكلام منضبط، والأمر الآخر في الرد على فهمك الخاطئ أنه لو كان لك حظ من التأني والتثبت قبل إطلاق الأحكام لكنت قرأت بوستا لي كتبته قبل هذا البوست بحوالي 5 ساعات أذكر فيه صراحة أن "الحد يكون بالقتل، وليس بالتعذيب والسحل الذي يفضي إلى القتل، والسحل بعد الموت مثلة منهي عنها"
وأن "بالنسبة لقياس المفاسد والمصالح عند تطبيق الحد من الرعية فالواجب أن يقوم بها العلماء، وهو ما أشك أن يكون قد حدث في مقتل حسن شحاته، وإلا لكان العلماء نهوا الرعية عن المثلة وعن قتل من مع حسن شحاته"
ومرفق صورة البوست وهو موجود على صفحتي أشهد الله عليه.



وأما الوجه الآخر الذي يمكن فهم رسالتك عليه فهو الاعتراض على الحكم الشرعي بقتل من يسب العشرة المبشرين ويرمي السيدة عائشة بالفاحشة، وهذا إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة ورد لحكم الله واعتقاد بأن حكما وضعيا كسجن الذي يسب أو تغريمه أفضل من حكم الله، وهو فعل من أفعال الكفر، نسأل الله العافية.
فخلاصة القول، أنك وجهتي رسالة تطفح بالكره والتبرأ مني بلا علم شرعي ولا حرص على العلم والبحث ولا تأن في الحكم والتثبت قبل إطلاقه ولا لين في الحديث يردني لو كنت ضالا إلى جادة الصواب!
وختمتي رسالتك أنك يملؤك الفخر أني لست في قائمة أصدقائك! ربما لو كنت في قائمة أصدقائك لما أصبحتي على ما أنت عليه.
اللهم إني أتقرب إليك بما ينالني من كرههم في سبيل الانقياد لحكمك.
" وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون "

فأخذتها العزة بالإثم وجعلتني في قائمة الحظر!

الأربعاء، 19 يونيو 2013

أيام فترة اعدادي

من كام سنه كده مش فاكر كام
تقريبا فترة " إعدادى "
انا كنت بنام بالليل عادى
مش خايف انى أموت مـ الجوع
مش شايل غير هم الواجب
والإمحتانات ..
والبنت اللى فـ درس العربى
وبشوفها يومين فـ الاسبوع
تقريبا برضه " إتنين وتلات "
والواد محمود
علشان صاحبي
وبنلعب كوره فـ نفس التيم
والواد مايكل
علشان كان صاحبي الأنتيم ..
على كام أغنيه وفيلم قديم
على حبة خوف
من نطة سور
على حب سنين
إتنسى فـ شهور
وأهو كله إتفرق عن كله
وبقيت فـ مكان ..
والناس فـ مكان
ومابينا بعاد
ولا عدت بشوف محمود
حتى
وأهو مايكل يمكن أحيانا
يبعتلى رسايل فـ الأعياد
والبنت خلاص جالها نصيبها
وإتخطبت قبل مأخلص جيش
وصحاب تانين سافروا لبره
علشان القرش وأكل العيش ..
وأنا أهو متجوز ومخلف
عندى محمد ربنا يحميه
وفـ آخر سنه فـ الاعدادى
بحسده على راحة البال جدا
بحسده علشان بينام عادى
منقول

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

إن يريدا إصلاحا


الذي يصنع الفارق في المفاوضات هو الرغبة في الإصلاح والوصول إلى حالة النجاح المتبادل (win-win situation)...
غالبا ما يكون الصراع على المصالح أو المكاسب صراعا يمكن إدارته للوصول إلى حالة النجاح المتبادل...
أما صراع الهوية أو الأيدولوجية فهو صراع صفري... لا يقبل سوى الاكتساح وفناء الآخر

مثال على ذلك: سد النهضة في اثيوبيا... لو أن الأمر لا يد لإسرائيل فيه فيمكن الوصول إلى حالة نجاح متبادل بمنتهى السهولة...
اثيوبيا تريد طاقة... ونحن نريد ماء... هم لا يملكون التقنية والمال... نستطيع إمدادهم بالاثنين... ساعتها يمكن توليد الطاقة من المساقط المائية دون الحاجة لسد كبير يحتجز كميات ضخمة تقدر بمليارات الأمتار المكعبة التي لا يمكن استخدامها في زراعة صخور بركانية!
ويمكن إمدادهم بمصادر طاقة نظيفة...
وعندما يكون لإسرائيل يد في السد، فقد تحول إلى صراع هوية وأيدولوجية، صراع صفري يريد تعطيش مصر، أو إغراقها بعد ذلك بتدمير السد!

كذلك الصراع بين بعض المعارضة اللي تتصدر المشهد والرئيس... هذا صراع صفري من وجهة نظرهم... حيث يجب ألا يتاح للإخوان والتيار الإسلامي كله المشاركة في الحكم أو التواجد على الساحة... إنه صراع هوية
لو كان الأمر يحتمل الوصول إلى حالة النجاح المتبادل بين المعارضة والسلطة... لتغيرت المطالب من المعارضة... ولتغيرت الاستجابة من السلطة...

لكل من لا يزال يعتقد أن الأمر بين المعارضة والسلطة هو اختلاف سياسات وليس صراع هوية... إن يريدا إصلاحا... يوفق الله بينهما

الأحد، 16 يونيو 2013

من أقوال المثبطين


- جهاد في سوريا... هاأأأو... يا متأسلمين يا منافقين... طب ما تروحوا إنتو ومشايخكم جاهدوا بدل ما انتو بتطالبوا الناس بالجهاد... واشمعنى سوريا يعني... وفين القدس... ولا بس القدس للشعارات... وليه القدس واحنا اصلا جنودنا بينضربوا وجيشنا بيتهاجم في سينا من اسرائيل وحماس والإرهابيين اللي زيكو... وبعدين ماهو في سوريين في البلد هنا محتاجين... وليه أصلا تفكر في سوريين والفقرا ماليين البلد... يا اخي ده البلد محتاجة شغل كل واحد علشان توقف على رجلها وانتو يا متأسلمين عايزين تسيبوها يا إما تربوا دقونكم وترفضوا ترجعوا للشغل... كفاية بقى كرهتونا في الدين...

- أنا: انت جاهدت في القدس... هو: لا
أنا: طب تبرعت للمجاهدين في غزة أو سوريا... هو: لا
أنا: طب تطوعت في الجيش للقبض على اللي بيقتلوا الجنود في سينا... هو: لا
أنا: طب تبرعت لإغاثة المحتاجين في معسكرات اللاجئين أو المحاصرين... هو: لا
أنا: طب كفلت أسر سورية محتاجة في مصر... هو: لا
أنا: طب كفلت أسر مصرية محتاجة... هو: لا
أنا: طب بتشتغل أوقات زيادة عن وقت العمل ببلاش... هو: لا
أنا: طب تنازلت عن جزء من مرتبك... هو: لا
أنا: طب بتروح شغلك في مواعيده وبتقضي الوقت كله في الشغل وبتعامل الناس باحترام علشان إنت بتشتغل عندهم... هو: لا
أنا:!!!! أمال إنت بتعمل أيه!!!

- هو: أهو إنتو كده يا متأسلمين... بتوع كلام وبس... خسارة الوقت اللي ضيعته في الكلام معاك... لو كنت اتفرجت على باسم يوسف كنت روقت دمي وفضحتكم... هانت... من بكرة أنا في اعتصام في الشغل علشان المرتبات اللي مرفعهاش المنافق مرسي... و30/6 آخر يوم ليكم في البلد... هنرجعكوا الجحور والزنازين تاني علشان البلد تنضف... متمرد وافتخر...

-أنا:!!!!!!!!! يا جماعة الله يكرمكم اللي عنده زبالة يخلي باله ويرميها عند صندوق الزبالة... في كيس زبالة وقع من واحد فيكم هنا!!!!!!!!

في ساعة الأرض


في ساعة الأرض...
يشارك الأفراد في اطفاء الأنوار لتقليل استهلاك الطاقة حفاظا على البيئة...
هذه ثقافة لا توجد عندنا...
حكامنا من قلب ثقافة شعبنا...

لدينا حكومة لا تمتلك البيانات التي تساعدها على تشخيص مشكلة الكهرباء... وهي غير مهتمة بالوصول لتلك البيانات... ولو كانت مهتمة فهي لاتملك الكفاءة للحصول عليها....
لدينا حكومة لا تعرف المصارحة والمشاركة المجتمعية بعرض البيانات وحجم المشكلة إن كانت تمتلك تلك البيانات وتعرف حجم المشكلة...
لدينا شعب لا يعرف معنى المشاركة المجتمعية وتحمل المسئولية...

تعلمنا في كلية الطب أن أحد المضادات الحيوية التي تصرف لبعض العدوى الخاصة يتسبب في احمرار البول... فقط تلون في البول... ويجب عليك وانت الطبيب الأريب أن تعلم المريض بهذا التغير عند وصف الدواء وقبل تناوله تحقيقا لفائدتين: الأولى ألا تفزع المريض عندما يرى ما يظنه دما في البول، والأخرى أن تحوز على ثقة مطلقة في قدراتك، فقد تنبأت بما سوف يحدث!

كم من الأطباء لا زال يعلم تلك المعلومة ويمارسها ويقيس عليها باقي ممارساته عند وصف الدواء؟ كم من الأطباء ما زال مقتنعا بأهمية ذكر الأعراض الجانبية للدواء؟ كم من المرضى مؤهل ثقافيا لدرجة تقبل ذكر الأعراض الجانبية ومعرفة حالته الصحية؟ كم من المرضى مؤهل للمشاركة في اختيار قرارات العلاج؟ كم من الأطباء مقتنع بحق المريض في المعرفة والمشاركة في قرارات علاجه؟

عندما ترى الطبيب المعالج يقول لك هذا الدواء قد يسبب لك كذا، فتهتم أنت بذلك وتستفسر عما يجول في عقلك حول البدائل أو الحلول، وتتحمل مسئوليتك في علاج نفسك، ساعتها يمكن أن نتوقع مواطنا يقوم بإطفاء أجهزة معينة في البيت مشاركة منه في خطة الحكومة لمواجهة نقص الطاقة!
وحتى ذلك الوقت... أضيئوا الشموع... أو أشعلوا المولوتوف!


الاثنين، 10 يونيو 2013

فوره عيالي


المعارضة في الساحة الآن فريقان: معارضة منضبطة، وأخرى "عيالي"، والمصيبة أن المعارضة "العيالي" هي التي تحتكر المشهد ولا تقبل أن يظهر غيرها، فالباقون في نظرها إما خلايا إخوانية نائمة، أو إخوان بشرطة!

لا أقصد إهانة عندما أذكر أن الفريق الآخر من المعارضة التي لا أنتمي إليه "فريق عيالي"، ذلك أن معارضته لا تزال تمارس بأسلوب لعب الكرة أيام الطفولة، وهم لا يريدون مفارقة تلك السن، حيث لا مسئولية ولا حساب.

يا سيدي كرة القدم لها طريقتان في لعب مبارياتها، الطريقة المنضبطة محددة الوقت التي نعرفها في البطولات المختلفة ونشاهدها في التلفاز، وتلك التي مارسناها في الحارة، والتي تعرف "بالفوره"، والفرق الأساسي بين الطريقتين هو ضوابط انتهاء اللعب وإعلان الفائز.

في "الفورة" يحتكم إلى عدد محدد من الأهداف على الفريق إحرازها لإعلان فوزه، ولكن هذا التحديد في العدد ليس نهائيا بالمرة! بل هو مرشح للزيادة إذا ما أراد الفريقان، وأيضا إذا ما تعادلا في الأهداف قبل الوصول إلى العدد المتفق عليه بهدف واحد! حينها يزاد العدد المطلوب إحرازه لإعلان الفوز هدفا آخر، حتى يصبح الفرق حين إعلان النتيجة هدفين بين الفائز والخاسر، ولك أن تتخيل حدوث التعادل مرات أخرى، وفي كل مرة يزاد هدف آخر مطلوب إحرازه لإعلان الفائز، وهكذا دواليك!

أما في المباريات المنضبطة، فالاحتكام لفرق الأهداف المحرزة مرتبط بوقت محدد، ويكفي فرقا هدف واحد لإعلان الفائز عند انتهاء الوقت، بل يقبل في أحوال كثيرة تعادل الفريقين، بينما لا يمكن حدوث ذلك بتاتا في "الفوره".

هذا هو حال المعارضة "العيالي" التي تنادي بانتخابات مبكرة، دعك من المغرضين والمتحولين والمندسين والمستفيدين، فكل هؤلاء يجب ألا نسميهم معارضة، رغم أنهم يقفون مع المعارضة "العيالي" مستغلين سذاجتهم، التي لا تخبرك أبدا متى ستنتهي المباراة ويقرون بالنتيجة!

هب أننا جميعا اتفقنا على إجراء انتخابات مبكرة، فهل ستقبل المعارضة "العيالي" بالنتيجة إن فاز بها الرئيس الحالي أو مرشح الإخوان! أم أن المطلوب هو استمرار إعادة الانتخابات حتى يفوز مرشحهم! هب أن مرشحهم قد فاز في الانتخابات المبكرة، كيف نضمن ألا يطالب الفريق الآخر بإعادة الانتخابات مثلما فعلت المعارضة "العيالي"!

في "الفوره" أنت تلعب بمبدأ "هات آخرك" فالبقاء "للمناكف"، والمتأخر بهدف مقتنع تماما أنه يستطيع التعويض والفوز في النهاية، فقط لا تضع له ضوابط أخرى كالوقت، بل اترك له الحبل على الغارب، دعه يلعب إلى ما لا نهاية، وسوف يحقق الفوز!