من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الخميس، 27 يونيو 2013

الخلطة السرية


لن يسقط مرسي إلا بإدخال الفلول في المعادلة، هذه حقيقة يعيها الثوار والمعارضة، وإليك التفصيل.

المعادلة ببساطة هي أن سنة من المعارضة المستمرة والنقد "على الفاضي والمليان" و9000 تجمع معارض و24 دعوة لمليونية، كل هذا أكسب النظام الحاكم مناعة صلبة، تجعله لا يهتز، لا يشعر بالتهديد، لا يفقد السيطرة لمجرد وجود تجمع "سلمي" مهما بقي هذا التجمع في الميادين، وهو ما يختلف تماما مع ما حدث مع النظام السابق، الذي لم يواجه من قبل مظاهرات بهذا العدد من المشاركين وانتشار الأماكن وطول مدة البقاء في الميادين، ذاك النظام انهار في أقل من 48 ساعة.

والحقيقة أن ما أقوله له سند علمي في علم النفس وعلم وظائف الأعضاء: تكرار التعرض لنفس المثير أو المنبه بكثافة على فترات متقاربة يؤدي إلى التكيف والاعتياد، حينها يصبح تكرار تهديد الطفل لا يؤدي إلى ردعه، وتكرار تعاطي المخدر لا يوصل للنشوة المرجوة، ببساطة يضمحل التأثير.

الحل إذا لتغيير أطراف المعادلة هو إدخال عامل جديد يعلي من تأثير المثيرات المعتادة، كأن تضرب الطفل، أو تغير نوع المخدر أو مدخل التعاطي ليصبح بالحقن بدلا من الشم، هنا يأتي العنف كخيار وحيد قادر على تعميق أثر التظاهر، فالعنف سفير الفوضى، والفوضى هي ما يمكن أن تهز ثبات أي نظام.

يستطيع الثوار رد العنف من قوات الأمن بعنف مماثل، لكنهم لا يستطيعون ابتداءه في حالة التعامل الأمني المنضبط معهم، ولو كان في مقدورهم بدء بعض بؤر العنف فلن تكون بالانتشار الأفقي ولا الرأسي الذي يسمح باستمراره واستجلاب الفوضى، كما أنه يتعارض مع قناعاتهم الشخصية أنهم يقاومون سلميا، لذلك فالثوار والمعارضة التي لا تعرف العنف منهجا مضطرون لاستئجار مقاول من الباطن، يقوم بإنهاء الأعمال على أكمل وجه، بينما هم يوقعون العقود ويحصلون الربح.

إن إدخال الفلول إلى حلبة الصراع بما لديهم من خبرات وقدرات على نشر العنف وتحقيق الفوضى، ليس مصادفة عفوية، ولا خيار غافل، بل هو الطريق الإجباري الوحيد الذي يجب على الثوار والمعارضة سلوكه في سبيل إسقاط النظام الحالي، على أن هذا الاختيار لن يظل فعالا إلى ما لا نهاية، بل مثله مثل جميع المثيرات والمنبهات، لو لم يكن صادما منتشرا أفقيا ورأسيا بشكل يشل النظام، فسيعتاده النظام، وسيعتاده الشعب، وسيفقد تأثيره، هكذا حذرنا من التظاهر باستمرار، ولكنهم لم ينصتوا وأضاعوا القدرة على التأثير بسذاجة.

قد نختلف في تقييمنا لأداء الرئيس، أو قابليته للتغيير من عدمه، لك كل الحق في الرغبة باستبداله وبدون أسباب، بشرط سلامة الوسيلة، ونبل المقصد، فليس كل أمر يصح أن تستأجر له مقاولا من الباطن، إن كان مقبولا أن تقدم من يتحدث عنك في "الخطبة"، فليس مقبولا أن تقدم من يفعل عنك في "الدخلة".

ليست هناك تعليقات: