من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الجمعة، 11 مارس 2011

اللهم احلل عقدة من لسان البرادعي يفقهوا قوله

حين يصل نقد الأشخاص إلى التجريح في صفات جسمانية أو قدرات لغوية فاعلم أن جعبة الناقد قد فرغت، وإنه سيبدأ مرحلة الرفض من أجل الرفض.

آخر ما سمعت من نقد للبرادعي كان عدم فصاحة لسانه أو قدرته على التعبير بلغة قومه، في حين اتهمه فريق آخر بأنه يتهته في كلامه، ولكلا الفريقين أقول:
  • قد يجوز لنا أن نحتج برسول الله موسى وما في لسانه من تلعثم كما فسر العلماء نتيجة وضعه جمرة على لسانه وقت أن كان صغيرا، غير أنني أميل إلى تفسير آخر جاء به العلماء، إذ قالوا أن اللثغة التي يدعيها بعض المفسرون من النقائص الجسمانية التي لا تستوي مع اكتمال صفات النبوة، وأن ما جاء على لسان موسى حين دعا ربه (واحلل عقدة من لساني ( 27 ) يفقهوا قولي  ( 28 )) وكذلك (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني) إنما كان بسبب عجمة أصابت لسانه لبقائه في مدين خارج مصر لعشر سنين، وكلنا يعلم أن اللغة بالممارسة يكون اتقانها، وعليه فأيا ما كان من سبب تلعثم نبي الله فإنه لم يكن سببا لعدم إختياره رسولا لأكثر أهل الأرض تجبرا.
  • تعرف اللغة على أنها (نسق من الإشارات والرموز، يشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة) وبناء عليه فإن العبرة من اللغة هي القدرة على التخاطب والتواصل بحيث يتحقق المراد من نقل محتوى العقل من شخص لآخر، وما دام ذلك متحققا حين نستمع لخطاب البرادعي أو غيره فلا مبرر لنقده من هذه الصفة، ويذكرني هؤلاء المنتقدون بما كتبته إحدى الممرضات الأجنبيات في تقييمها للمحاضرة التي قدمتها، حيث ذكرت أن المحاضر ينبغي أن يتمكن من ناصية اللغة بشكل كبير، وهو رأي أخالفه فيها رغم احترامي لها، فأنا لست متخصصا في لغويات الشعوب، ولكنني استطعت التواصل مع الجميع وعرضت أفكاري ورددت على تساؤلاتهم، وبهذا تم المراد من التواصل، حتى وإن كان بلغة الإشارة.
  • أغلب من رمى البرادعي بهذا الاتهام لا يستطيع أن يقرأ القرآن دون أن يلحن، وإن طلبت منه إعراب جملة احتار إن كانت اسمية أم فعلية، فهل هؤلاء يرون أن اللغة العربية تقتصر على العامية التي ينطقونها؟ أليست العربية الفصيحة هي لغتنا الرسمية؟ وإن كان عدم اتقان البرادعي للعربية ضعفا فقد عوضه بتحدثه بالإنجليزية والفرنسية وبعض الألمانية بينما ظل هؤلاء يتحدثون العامية وبعض الإنجليزية أو الفرنسية.
  • لا أعلم ما الرابط بين فصاحة اللسان وبين القدرات الذهنية أو القيادية، إن أحد أكثر مشاكل القراءة والنطق وهي المعروفة بعسر القراءة أو الديسليكسيا تصيب جميع مستويات الذكاء والإبداع، فنجد بتهوفن ودافنشي والملك جوستاف وايرين بروكوفيتش مصابون جميعا بهذه الحالة، ولكنه لم يكن مانعا لهم من التألق والتفرد.
يا أيها المنتقدون لتهتهة البرادعي كفوا واضرعوا إلى الله أن يحلل عقدة من عقولكم كي تفهموه، فليست المشكلة في لسان البرادعي.

ليست هناك تعليقات: