من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الثلاثاء، 29 مارس 2011

التعبيرية في الصحافة المصرية (من صورة الأهرام لمقال الجمهورية يا قلبي لا تحزن)

حين تسمع خبرا فتيقن من صحته، تتبع مصدر الخبر، وانقد محتواه، هكذا صحح البخاري أحاديث كتابه، وبنفس الجد علينا أخذ الأخبار.

شكوت إلى صديق أني لا أجد إلهاما لأكتب، فالحافز لدي يكون إما تحديا في تفنيد حجة، أو إنفرادا بإجلاء حقيقة، وهما ما افتقدته في الأيام السابقة، ولولا أني لمحت مشاركة تتغنى بكفاءة الفريق أحمد شفيق ما كان الحافز قد توفر، ويظل هذا المقال ممارسة لهوايتي في تقصي الحقائق، وليس معارضة أو جدالا يورث الشحناء والتباغض.

بداية أود أن أقرر نقطة هامة، فأنا لا أهاجم شفيق في هذا المقال، ولكنني أوضح الفرية التي مدحوه بها، فقد وقعت على مشاركة لخبر حسبته قديما، وهذا جزء من الخبر (وقع اختيار الاتحاد الدولي للنقل الجوي "الاياتا" علي الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني ليكون علي رأس المشاركين في الاجتماع الدولي الذي ينظمه الاتحاد في سنغافورة خلال شهر فبراير القادم لوضع رؤية مستقبلية للطيران المدني حتي عام 2050)
أول ما فعلته هو البحث عن مصدر الخبر، فما وجدته إلا منتشرا في المنتديات، وهي لكل خبير بالانترنت سلال من معلومات يختلط الصحيح فيها بالضعيف، ولم يكن من مصدر آخر غير جريدة الجمهورية في هذا الرابط:


كما وأن عدد النتائج التي ظهرت من جراء البحث لهي من القلة التي تؤكد شذوذ الرواية، ولم يكن خبر الجمهورية نقلا عن وكالة أجنبية، بل كان بكتابة أحد الصحفيين، وهو ما يقوي فرضية عدم الترجمة الحرفية للخبر الأصلي إن وجد، وهكذا سقط السند وبقي أن ننقد المتن.

ثم بحثت بعدة كلمات بتباديل وتوافيق حتى وصلت لأصل الخبر الأصلي على الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وللعلم فإن البحث باسم الفريق أحمد شفيق أو شفيق أو وزير الطيران المدني المصري على هذا الموقع سوف يشعرك بخيبة أمل قد تدفعك للشك في أن هذا الموقع هو لإي غرض آخر إلا الطيران، فأنت لن تجد شفيق مذكورا مرة واحدة في هذا البحث، وعلى كل فالخبر الأصلي نشر في الموقع بتاريخ 14 ديسمبر 2010، والخبر المنقول نشر في الجمهورية بتاريخ 19 ديسمبر 2010، ولكن المثير أن الخبر الأصلي لم يأت على ذكر علامة الزمان في إدارة الطيران أبدا، وإنما ذكر اسمين اثنين هما وزير سنغافورة المرشد لي كوان يو وبروفيسور جامعة هارفارد مايكل بورتر، ولم يذكر اسم ثالث بعينه وإنما بين الخبر أن الاجتماع سيضم المدراء التنفيذين للدول الأعضاء، وهي ما ينسحب على السيد الفريق أحمد شفيق، ولكن لم ينص صراحة على اسمه ولا رغبتهم في الاقتداء بهديه.
وهذا رابط الخبر الأصلي من موقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي:


وإليكم رابط ترجمة الخبر لمن أراد الاستسهال وعدم البحث:


وبهذا ينسف المتن.
لا أعلم لم الإصرار من صحافتنا العريقة على الإتيان ببهتان يفترينه بين صفحات مطبوعاتها، فلم نكد نستريح من صورة الأهرام التعبيرية لمبارك يتقدم زعماء العالم، حتى أتحفتنا الجمهورية بمقال تعبيري يعدد بركات الفريق أحمد شفيق، هل هي صرعات فنية؟! إن كانت كذلك فإنا تواقون أن نصل إلى المرحلة التجريدية

ليست هناك تعليقات: