من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الجمعة، 18 مارس 2011

بين الحاكمين بأمر الله ونخوة الجاهلية

شهوة السلطة سبب كل مفسدة تطال المحكومين فهي تشوه الدين وتلوث المبادئ.

كنت بحكم غربتي للعمل خارج مصر، أسأل من زملائي في العمل من غير المصريين عموما ومن أصحاب هذا البلد الخليجي خصوصا، عن رأيي فيما يحدث في مصر منذ ساعات الثورة الأولى، خصوصا وأنها جاءت بعد أيام من هروب بن علي إثر ثورة الأحرار في تونس، ربما رغبة منهم في إظهار اهتمامهم بما يدور في بلدي، أو لاعتقادهم بأني صاحب رأي ورؤية، أو حتى بدافع تعاطفهم مع الثورة أو ضدها، وكان ردي عليهم قد يتطور إلى نقاش بسيط عن توقعاتي أو تمنياتي بإسقاط النظام والتي قد تختلف عما يريدونه هم، وهو ما اتفهمه رغم تحفظي عليه، فهم بحكم عدم معرفتهم لما يدور داخل مصر، وما يروجوه لهم أقطاب الإعلام الموجه،  ولموقف الرئيس السابق معهم أثناء الغزو العراقي للكويت، كانوا يتعاطفون مع نظام الرئيس، على أن هذا النقاش لم يؤثر على علاقتنا ولا احترامهم لإرادة شعبنا وإعجابهم برقي الثورة.

أعلم أيضا أن انفصال النخبة الحاكمة عن توجهات شعوبها هو حالة أصابت جميع دول المنطقة تماما كما تأكدت أعراضها في مصر وتونس، ومن سار على دربهم من المتعطشين للحرية، ولكنني ما زلت أفاجأ من قدر الفجر الذي يتمتع به هؤلاء الحكام في سبيل تثبيت سلطانهم وتمرير إرادتهم، حتى ولو كان على حساب دماء وحقوق شعوب أخرى.

لا استبعد ما ذكر في جريدة الدار من أن هناك ضغوطا خليجية تمارس على أعلى سلطات في مصر لأجل منع محاكمة الرئيس وعائلته، ورغم عدم وجود تأكيد رسمي لها، فقد آثرت أن أعلن رأيي والذي أزعم أنه رأي كل مصري حر يريد رفعة وطنه، أو أنني أتمنى أن يكون كذلك، أقول لهؤلاء الحكام ولكل المصريين في الخارج، من حق هؤلاء الحكام أن يتعاطفوا مع الرئيس السابق فالمرء على دين خليله، ولكن ليس من حقكم ولن نسمح لكم أن تملوا علينا خطوات تعاملنا معه، ولا تسوقوا لنا مبررات أخلاقية ودينية تريدون بها تثبيت سلطانكم بعد أن بدأت توابع الزلزال تهزه من تحت أقدامكم، فكيف يكون الإقدام علي المحاكمة إهانة للحكام العرب الحاليين أو السابقين ولم نجد اعتراضا على اعدام حاكم عربي بأيدي أجنبية فجر يوم عيد المسلمين في خطوة فيها من المهانة والإذلال الكثير بصرف النظر عن سواد تاريخ هذا الحاكم، ولم لم نسمع مساندة لرئيس عربي آخر وهو يلاحق دوليا بسبب مشاكل افتعلتها الولايات المتحدة واسرائيل ومن سايرهم لإيجاد موطئ قدم لهم، ولا يتسع المقال لذكر مواقف الخذلان التي تصدروا مشهدها في كل موضع احتاج للاتحاد والنصرة.

أن تهددونا بسحب استثماراتكم فمن يرزقنا وإياكم!، وأن تهددونا بطرد العاملين منا في بلادكم فالخاسر ربما يكون أنتم، فالمصري كان ولا زال من الكفاءات التي بنت نهضة بلادكم، وتوفر رغد العيش لمواطنيكم، ولئن كان الاستغناء عنا هو ضريبة وطنيتنا وحرية تقرير مصيرنا، فإنا دافعوها بلا تردد.

حين تكلم رسول الله عليه الصلاة والسلام عن حلف الفضول الذي يحمي المظلوم قال لو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت، هؤلاء العرب أيام جاهليتهم، فهل عجز حكام هذه الدول بما يدعونه من تأييد الله لهم أن يكونوا في مثل نخوة أسلافهم؟ لا تجعلوا الدين عرضة سلطانكم أن يذهب منكم

ليست هناك تعليقات: