من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

السبت، 26 فبراير 2011

فيما يخص الجيش، هل بعض الظن إثم؟!!

أعلم أن الظن مستنكر في أيام الهدوء، فما بالك إن كانت أيام ثورة وغليان، حيث تكثر الإشاعات والتهم بلا بينة، غير أن موقف الجيش يأبى إلا أن يزج بنفسه في قفص الاتهام.


كنت منساقا أول الثورة لنقل الاتهامات التي تطال رموز النظام السابق، ربما بتأثير هرمونات الاندفاع، ثم بدأت أراجع نفسي بالتحقق في تلك الاتهامات، ليس خوفا على سمعة هؤلاء الطغمة الذين قاموا بتلويث سمعتهم بنفسهم على أكمل وجه، ولكن رغبة في أن يسود في مصر الوليدة العدل بكل صوره، وما الاتهام إلا أول سبب للتقاضي وتطبيق العدل، ولكنني في المرحلتين اللتين مررت بهما آثرت ألا أذكر الجيش أو أعلق على مواقفه.


لست أعلم كيف يتسنى لنا أن ننأى بالجيش عما كان يحدث طيلة العقود السابقة؟ ألم يكن الجيش من مؤسسات الحكم؟ ألم يكن وزيره أحد رجالات النظام لفترة 19 عاما؟هل يعقل أن يكون الجيش هو التفاحة السليمة تماما والوحيدة في قفص التفاح العطن؟ إن أحد أسباب نقمة الشعب هو التفاوت بين ما يتحصل عليه غالبيته المطحونة، وما يكنزه علية القوم، وأكاد أجزم أن هذا حاصل بنفس الدرجة في الجيش، فكلنا نسمع عن العطايا والهبات التى تغدق على القيادات العليا منه، ولربما رأينا بعض التذمر من الضباط الأقل رتبا بما يعكس صدق حدسنا، وارجع إلى خطاب الرائد الحر أحمد شومان في ميدان التحرير حينما أعلن انضمامه للثورة، فقد طالب الفريق رئيس هيئة الأركان وقائد القوات المركزية وقائد الحرس الجمهوري القيام بدورهم بعزل الرئيس ووزير الدفاع!!


إن المتدبر لما يظهر من قضايا فساد بالجملة كل ساعة، ليدرك حجم التداخل والتشعب في هذه القضايا، بما يؤكد أنها تطال كل من في هذا النظام، وهو ما قد يفسر السرية التي تجري بها التحقيقات والتلكؤ في تقديم الاتهامات للتحقيق فيها، ومن تابع بحرص التصعيد والتأزيم اللذان كانا حاضرين في أيام الثورة قبل التنحي ليدرك أن مؤسسة الجيش لم تكن على قلب رجل واحد.


لا أريد الانتقاص من مؤسستنا العسكرية ولا اتهامها بما يعيب، ولكن كفانا اختزال مؤسسات الدولة في أشخاص بعينهم، فلا الجيش يمثله فرد ولا فردان ولا حتى عشرة أفراد، كما كنا نرفض أن تختزل مصر في شخص الرئيس.


إن الحادث الذي يدور الآن في مصر من ترويع للمتظاهرين وضرب وسحل وامتهان مع تكميم للأفواه، كل هذا يتم تحت سمع وبصر القوات المسلحة إن لم يكن بمشاركتها أو قيادتها، ذلك أن سقف المطالب لم يهتز، وبقي الثوار عازمين على إسقاط وزارة الحزب، والتي إن سقطت ظهرت كل العيوب والنواقص التي قد تطال قيادات في الجيش، والفاسدون لايريدون مصر بلا حصانة من المساءلة.


أعلم أن تشكيكي هذا يزيد الاضطراب بين الطرفين، ولكن ما صارت إليه الأمور في ليلة الجمعة ينذر بانتفاضة خروج الروح من النظام اليائس، وهي الانتفاضة الأقوى والأشرس، لذا خاطرت بأن ارتكب إثم سوء الظن لكي لا تقتل الثورة، على أن أقدم حسن الظن، ثم نصبح على ما فعلنا نادمين.

ليست هناك تعليقات: