من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الاثنين، 10 يونيو 2013

فوره عيالي


المعارضة في الساحة الآن فريقان: معارضة منضبطة، وأخرى "عيالي"، والمصيبة أن المعارضة "العيالي" هي التي تحتكر المشهد ولا تقبل أن يظهر غيرها، فالباقون في نظرها إما خلايا إخوانية نائمة، أو إخوان بشرطة!

لا أقصد إهانة عندما أذكر أن الفريق الآخر من المعارضة التي لا أنتمي إليه "فريق عيالي"، ذلك أن معارضته لا تزال تمارس بأسلوب لعب الكرة أيام الطفولة، وهم لا يريدون مفارقة تلك السن، حيث لا مسئولية ولا حساب.

يا سيدي كرة القدم لها طريقتان في لعب مبارياتها، الطريقة المنضبطة محددة الوقت التي نعرفها في البطولات المختلفة ونشاهدها في التلفاز، وتلك التي مارسناها في الحارة، والتي تعرف "بالفوره"، والفرق الأساسي بين الطريقتين هو ضوابط انتهاء اللعب وإعلان الفائز.

في "الفورة" يحتكم إلى عدد محدد من الأهداف على الفريق إحرازها لإعلان فوزه، ولكن هذا التحديد في العدد ليس نهائيا بالمرة! بل هو مرشح للزيادة إذا ما أراد الفريقان، وأيضا إذا ما تعادلا في الأهداف قبل الوصول إلى العدد المتفق عليه بهدف واحد! حينها يزاد العدد المطلوب إحرازه لإعلان الفوز هدفا آخر، حتى يصبح الفرق حين إعلان النتيجة هدفين بين الفائز والخاسر، ولك أن تتخيل حدوث التعادل مرات أخرى، وفي كل مرة يزاد هدف آخر مطلوب إحرازه لإعلان الفائز، وهكذا دواليك!

أما في المباريات المنضبطة، فالاحتكام لفرق الأهداف المحرزة مرتبط بوقت محدد، ويكفي فرقا هدف واحد لإعلان الفائز عند انتهاء الوقت، بل يقبل في أحوال كثيرة تعادل الفريقين، بينما لا يمكن حدوث ذلك بتاتا في "الفوره".

هذا هو حال المعارضة "العيالي" التي تنادي بانتخابات مبكرة، دعك من المغرضين والمتحولين والمندسين والمستفيدين، فكل هؤلاء يجب ألا نسميهم معارضة، رغم أنهم يقفون مع المعارضة "العيالي" مستغلين سذاجتهم، التي لا تخبرك أبدا متى ستنتهي المباراة ويقرون بالنتيجة!

هب أننا جميعا اتفقنا على إجراء انتخابات مبكرة، فهل ستقبل المعارضة "العيالي" بالنتيجة إن فاز بها الرئيس الحالي أو مرشح الإخوان! أم أن المطلوب هو استمرار إعادة الانتخابات حتى يفوز مرشحهم! هب أن مرشحهم قد فاز في الانتخابات المبكرة، كيف نضمن ألا يطالب الفريق الآخر بإعادة الانتخابات مثلما فعلت المعارضة "العيالي"!

في "الفوره" أنت تلعب بمبدأ "هات آخرك" فالبقاء "للمناكف"، والمتأخر بهدف مقتنع تماما أنه يستطيع التعويض والفوز في النهاية، فقط لا تضع له ضوابط أخرى كالوقت، بل اترك له الحبل على الغارب، دعه يلعب إلى ما لا نهاية، وسوف يحقق الفوز!

ليست هناك تعليقات: