من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الأربعاء، 29 يونيو 2011

إشاعة حب

عدد مساوئ النظام السابق واذكر في مقدمتها خطيئة خلع صفات ما أنزل الله بها من سلطان على أشخاص ومؤسسات، بما يحقر الدولة والشعب، ويقدس الموصوف.


الفقرة السابقة تلخصها كلمتين، (مصر مبارك)، اختصار لكل التاريخ والجغرافيا، والثقافة والحضارة، والأرض ومن عاشوا عليها، في شخص فرد مهما علا شأنه فهو يظل نتيجة لما سبق من مقومات، وليس منشئا لها، وقس على هذا الوضع جميع مؤسسات الدولة في العهد السابق، والتي كانت توصف بما ينزع عنها صفاتها المؤسسية المدنية والآدمية، ويلبسها ثياب القداسة والاصطفاء.


حينما انفصل رأس النظام السابق وحاشيته عن الشعب، وجب إيجاد الوسائل التي تكرس لهذا الانفصال، وتحمي أركان النظام عوضا عن حماية الشعب، ولم لا؟ أليست الدولة مصر هي مبارك؟ وهكذا صار جهاز الأمن المتمثل في وزارة الداخلية معني بالأمن السياسي، وأصبح أداة قمع المعارضين، ولم يعن بالأمن الجنائي، فلا تأمين للشارع ولا المواطن، ولأن اتقان مهارات رجل الشرطة تكون بالممارسة، ضعفت المهارات التي تستخدم في الأمن الجنائي، شأنها شأن كل مهجور، واستشرت مهارات القمع والتحكم، من تعذيب دون تأثر، واعتقال دون تيقن، واحتقار دون تمييز، وبطش دون إنذار، وتكبر دون مبرر.


يخطئ من يظن أن جهاز الشرطة من نسيج الشعب، فغالبيته ممن دفع رشوة للانضمام إليه، وغذي في سنوات دراسته بالتفوق الطبقي وكيفية ابتكار أساليب الإذلال والإهانة، فهو الباشا الذي لايجوز عدم تقبل إهانته، فما بالك برفضها أو التجرؤ بالرد عليها، وهو ما فوجئ به جهاز الشرطة بعد الثورة، فأصبح الضباط يرفضون العودة الفعالة إلى العمل، إما لرغبتهم أن يعودوا وهم أسياد الشعب، وإما لانشغال بعضهم بمحو آثار جرائمه.


إن حكاية جهاز الشرطة مع الشعب، وتقمصه لدور الساهر على أمن البلاد، المحترم لقوانين العباد، لتذكرني بفيلم (إشاعة حب)، حينما تصبح حياة الشخص أكذوبة لأجل تلميع الصورة، فلا قسم التخرج يعد يمينا يحافظ عليه، ولا شعار الشرطة يصبح قيمة يحرص على تطبيقها، والأدهى من ذلك أن ترى تخاذلا في تأمين المستشفيات والسجون، بينما تساق جحافل الأمن المركزي لسحل المتظاهرين، وحينما تسأل عن السبب في رفض العودة من بعض الضباط يكون الرد: (أصلهم خايفين ينزلوا ويتشتموا) فكيف سيواجهون سلاح الخارجين إذا!


لقد أبى هؤلاء الضباط المقموصين أن يلعبوا دور عمر الشريف، أو عادل هيكل، واختاروا تقمص دور لوسي ابن خالة سعاد حسني، الذي ظن والدها (يوسف وهبي) أنه من صديقاتها، ثم لامها على ركوبها السيارة معه بمفردها لأنه (راجل) فقالت له: (ده مش راجل يا بابا) فكان رده: (منا قلت كده من الأول).... هما دول البشوات بتوعنا

ليست هناك تعليقات: