من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

نسألكم الرحيل

ها قد سقطت ورقة التوت، وما عاد يستر عوراتكم القبيحة سوى ترفع هذا الشعب عن النظر إلى مواضع السوء.

نسألكم الرحيل حقنا لدماء هذا الشعب الذي لم تدركوا عظمته، ولم تكونوا على قدر تطلعاته وهمته.

نسألكم الرحيل لأنكم فشلتم سياسيا وأمنيا، ولم تعودوا قادرين على حماية حدود مصر، ولا حماية جنودنا الأبطال من غدر أعدائنا، ولا حماية أنفسكم في شوارع البلد، فرحتم تلوذون بالشعب ليحميكم من الشعب!

نسألكم الرحيل لأن سنوات اللين والدعة غيرتكم ، فحببت إليكم الفساد، وكرهت إليكم الاعتراف بالخطأ، وأنستكم شرف العسكرية، فصار الكذب وترويج الإشاعات لغة، وغدا التفريط في حماية النفس والسلاح ديدنا.

نسألكم الرحيل لأننا ما عدنا نقبل أن نقتطع من مال الشعب ما تشترون به صواعق لتعذيبهم، ولا قنابل لتفريقهم، ولا رصاص لقنصهم، ولا مدرعات لدهسهم، ما عدنا نقبل أن تسفكوا دماء الشعب قربانا للكرسي.

نسألكم الرحيل لأنه لم يعد لكم رصيد يسمح، رصيدكم كان هبة من الشعب لم تقدموا قبلها ولا بعدها ما يجعلكم تطالبون بها أو بغيرها.

نسألكم الرحيل لأن هذا الشعب يحب بلده أكثر من كل ذي رتبة، ويلاقي في حبها الأذى، ولا يذكره أحد بتكريم، هذا الشعب بذل أرواح أبنائه ودماءهم في سبيل الحرية، وليس في سبيل منصب أو حصانة.



نسألكم الرحيل يعني أن تبدأوا خطوات تسليم الحكم بلا مراوغة ولا تأجيل، اسندوا مهمة تشكيل الوزارة لأحدى الشخصيات الثورية الحازمة ذات الخبرة، حتى وإن كانت من مرشحي الرئاسة، وأعطوه مطلق الصلاحية في الاختيارات، بموجب إعلان دستوري ينقل له بعض الصلاحيات، أحيلوا قائد الشرطة العسكرية للتحقيق في كل الأحداث التي ارتكبت بسببه، أفرجوا عن المحاكمين عسكريا ومعتقلي الرأي، غيروا النائب العام بآلية تسمح باستقلاله وتضمن وجود نائب نزيه وحازم، أوقفوا القوانين سيئة السمعة واحفظوا حقوق الناس في التعبير والحريات، أعيدوا هيكلة وزارتي الداخلية والأعلام حسب المبادرات المقدمة من المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، عجلوا بانتخاب الرئيس ثم ادخلوا إلى مساكنكم. اليوم تصمون آذانكم عن صوت الشعب، وغدا يصمت الشعب ليكون الفعل هو المتكلم.
تحديث:
بعد إطلاعي على مواد مصورة مختلفة المصدر، وشهادات مكتوبة غير مقطوع بصحتها، وتحليلات وآراء صحفية، أجدني مطالب بإضافة هذا التحديث، فأنا لا أعلم الآن من البادئ ولا المسئول عن أحداث مساء الأحد 9/10/2011، وإن الالتباس ليشير إلى أخطاء مركبة ومسئوليات متعددة، ورغم تأكيدي على رفض التعامل مع المدنيين بالرصاص والدهس، إلا أنه من الواجب التأكيد على مسئولية هذا الشعب بطائفتيه المسلمة والمسيحية عن درء الفتنة والتمهل في المطالب حتى يكون لدينا حاكم وحكومة منتخبين نقدر على محاسبتهما، وأن المجلس العسكري أصبح عبئا على الثورة كما أصبح الحكم عبئا عليه، فليسارع بتسليم السلطة قبل وقوع ما لا يحمد عقباه، فرغم المساوئ التي نعيشها من تخبط وتردد المجلس إلا أن الجيش هو آخر مؤسسات الدولة، فهلا تحاملنا على جراحنا كي ننقذ البلد! أخلصوا النية وارتقوا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

والله معاك حق فى كل كلمة ...ورغم كل التصريحات والاراء مازال كلامك هو الحل ..ولم تكن تحتاج لاى تحديث ...فكلامك قبل الاحداث وبعدها لابد من اخذه فى الاعتبار ...ولابد على من يحكم ان يعمل حساب للاقلية قبل الاغلبية ويعمل حساب المشاكل المتفجرة قبل التى يمكن تاجيلها ...ينقصنا الحكمة فى الادارة ....اسال الله ان يولّى علينا اكثرنا حكمة وعدلا ....وجزاك الله خيرا على تفاعلك مع الاحداث وعلى نبرة الصدق الواضحة والتى عبرت عنها افضل تعبير .............عبير هبه

Hossam Elamir يقول...

اشكرك، كان لا بد ذكر مسئولية الشعب، وكذلك التأكيد أن طلب الرحيل لا يعني السقوط