من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الأحد، 18 ديسمبر 2011

ليسوا رجالا


نظرته توحي بأنه قارب على استيعاب الحقيقة والاعتراف بها، لطالما ناقشني بأن الجيش حمى الثورة، لم يكن يورد أدلة على ما يقول إلا حجته بعدم ارتكاب الجيش المصري لمجازر مثيليه في ليبيا وسوريا، وكأنما أصبح ذلك هو قاعدة الأداء التي ننطلق منها في المقارنة!

حقيقة لم أكن -لوقت طويل- أتهم الجيش عادة، بل كنت حريصا على التفرقة بين المجلس العسكري والجيش، وكان هو حريصا على الخلط بينهما، هو ليس أقل وطنية من أي شخص، ولكنه أشد خنوعا، يختلط عنده حب البلد بحب الأشخاص، والرغبة في الاستقرار بابتلاع المهانة، وهما شيئان لم أعان منهما أبدا، هل لكوني من صعيد مصر أو لأصولي القبلية العربية دخل في هذا؟ هل لعدم النشأة في بيئة القهر التي نادرا ما يتفلّت من قهرها الأشخاص يد في هذا؟ لا أدري

تردده في الاعتراف بالحقيقة أو الخطأ يتماشى مع طبيعته المنكسرة الخاضعة، لذلك لم أطق انتظاره حتى يمهد ويسوق المبررات التي جعلته يخطئ في قناعته، بادرته أنا بالاعتراف أنه كان على حق، فالمجلس والجيش شيء واحد! كانت هذه معلومة إدراكها يقلب تسلسل الروابط في عقله، وتجعله يحتاج لمراجعة أخرى كي يقر بتجاوزات الجيش المصري، ولكنني عاجلته باعتراف آخر أثلج صدره، وجعله يبتلع اعترافه بشأن خطايا المجلس العسكري، على الرغم من أنه لم يبح به أصلا، قلت له أنني أيقنت الآن أن هناك أياد غير مصرية تعبث بالوطن. وأنها أياد لا تعرف معنى الرجولة ولا الإنسانية.

قال لي وقد أبدى اهتمام من يريد الاقتناع: (أياد خارجية وقد عرفناها رغم أنك كنت تنكرها، ولكن ما حكاية أنها لا تعرف معنى الرجولة ولا الانسانية؟)

قلت له: (أتعرف برادلي مانينج؟)

لم انتظر ردا وتابعت حديثي: (مانينج هو جندي أمريكي، شاذ جنسيا، مسجون ومعاقب بأقسى الظروف التي أدت لعلاجه حاليا بالعقاقير النفسية، أتعرف لماذا؟)

رد وهو ينظر إلي مستنكرا: (طبعا لشذوذه، عافانا الله)

قلت له: (أمريكا بلد الحرية، وهم لا يقمعون الشذوذ الجنسي، يا سيدي مانينج كان مجندا أمريكيا في العراق، كان في دورية حينما وقعت في كمين نصبه مدنيون عراقيون، وقد تعاملوا بالسلاح للدفاع عن أنفسهم، بيد أن قائدهم أمرهم بمتابعة القتل، حتى بعد انتهاء الخطر، بل وتوسيع دائرة المراد قتلهم، فما كان منه إلا أن رفض إطاعة الأوامر، ثم قام بنشر تسجيل عن هذه الموقعة، مع غيرها من تجاوزات الجيش الأمريكي، الشيء الذي اعتبره الجيش إضرارا بالأمن القومي!)

قال: (وما علاقة هذا الشاذ بما تقوله؟)

رددت: (أعجز جنود الجيش هنا أن يكونوا أثبت في الحق وأرفض لإنفاذ أوامر الظلم من جندي شاذ! قلي ما درجة رجولتهم التي تبيح لهم هتك عرض النساء والرجال وقتل الأطباء وعلماء الدين؟!)

رد وقد تمعر وجهه: (حسنا، وكيف عرفت الأيادي الخارجية؟)

قلت له: (لقد طلب الفاروق الشهادة في سبيل الله والموت في حرم نبيه، وقد أكرمه الله بهما، ولم يهنأ بال الفاروق إلا عندما علم أن قاتله مدع للإسلام وليس بعربي، أوتعلم الشيخ عماد الدين عفت؟ هو رجل أحسبه صالحا ولا أزكي على الله أحدا، هذا الشيخ تمنى الشهادة طول حياته، سألها الله بصدق، اقتنى بريدا الكترونيا منذ عشر سنين باسم شهيد الأزهر، شارك في الثورة من أولها، لم يتاجر بزيه الأزهري، كان يحج بيت الله منذ شهر ودعا الله أن يرزقه الشهادة، أتراه يموت على يد ابن وطنه!)

سألني: (أوتعني أنه لم يقتل بيد رجال الجيش المصري؟!)

قلت: (بل قتل بيدهم، هم ليسوا رجالا، ولا مصريين).

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تسلم يا صاحبي