من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الجمعة، 9 مارس 2012

على أن نحيا كراما... بايِعنا (بكسر الياء) يا حازم


لم يدر في خلدي يوما أن أكتب لدعم مرشح ما، فأنا حديث عهد بالتدوين، ناهيك عن أنني أترفع أن يكون القلم مداحا أو مرتادا لبلاط السلطة، وحرصت دوما أن أكتب آراء حرة، وأن أدافع عن الحق والمظلوم، ولكن أسئلة أصدقائي جعلتني أكتب هذا المقال، فالكل يريد أن يعرف لماذا أدعم حازم صلاح أبو إسماعيل؟

بداية لا بد أن ندرك أن معركتنا ليست بين المرشحين المحسوبين على الثورة، ولكنها معركة بين الثورة والعسكر، بين الثورة والفساد، بين الثورة واستنساخات النظام البائد الحاضر، وأنا أرى أن الانتخابات الرئاسية قد تكون الفرصة الأخيرة للثورة كي يأتي من يحقق مطالبها، ولهذا فإن أحد العوامل التي تحدد مرشحك الذي ستدعمه هو مقدار إحساسك بعلو حظوظه في الفوز، وأنا أعلم أن الإحساس لا مكان له في حسابات السياسة وأصول الاختيار، ولكننا في بلد تفتقر لأدوات قياس الرأي المعتمدة، وكل ما لدينا هو مجموعة من الاستفتاءات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لا تعكس فعلا رأي الشارع لأنها عينة غير ممثلة له، ولكنها تصب أغلبها في مصلحة حازم صلاح أبو إسماعيل، كما أنني أرى له قبولا عند شرائح كثيرة ممن أعرفهم، ما خلا (النخبة) وهؤلاء أثبتوا أنهم لا يعبأ برأيهم ولا وزنهم.

وحتى يصير الكلام واضحا ومحكما، فأنا لا أتحدث عمن يقبل حازم صلاح أبو إسماعيل ولكنه يرى أن غيره ممن يحسب على الثورة أكثر ملاءمة وتأهيلا، وإنما أتحدث عمن يطعن أو يجرح في حازم صلاح أبو إسماعيل بلا دليل ولا سند، والحديث هنا يجرنا إلى الاعتراف بفضل ووطنية كل مرشحي الثورة وعلى رأسهم من أظنهم الأوفر حظا وهم أبو الفتوح وصباحي والعوا ونور، ولكنني وجدت خصالا في حازم ما اجتمعت في غيره، وفاقهم جميعا بصفة ما اتصفوا بها، أما الخصال التي اجتمعت فيه فهي الثورية والثبات على المبدأ وخشية الله فينا والوضوح وعدم المهادنة والصدع بالحق ومعارضة العسكر والربط بين الدين والواقع وكونه رجل قانون، فهذه صفات وجدت فيمن دونه لكنها لم تجتمع في واحد منهم كما اجتمعت في حازم، وتظل صفة أخيرة وهي البصيرة التي جعلته يعرف أن الجيش مؤسسة نظامية تأتمر بأمر السلطة، وأن انتشاره جزء من خطة السلطة لاحتواء الثورة، وأنه خطر على الثورة، كل هذا عرفه وقاله قبل تنحي مبارك.

والبصيرة لدى حازم هي ما جعلتني أحسم أمري في اختياره، فهي التي ستعينه على اختيار الأصلح للمناصب، وهي التي ستجلي له الأمور حين الالتباس وغياب المعلومات الموثقة؛ أما عن تاريخ الرجل فقد وجدت فيه ما يطمئن قلبي؛ فله مشاركات ودفوع في عدد من القضايا منها هضبة الأهرام وتوصيل مياه النيل لإسرائيل ومعاهدة السلام واتفاقية كامب ديفيد وتعديلات قوانين الأحوال الشخصية ومقتل سليمان خاطر وعلاء محي الدين وعبد الحارث مدني وتجميد حزب الوفد وحزب العمل وتزوير انتخابات 1979، وله بحث جامعي معد سنة 1986 لنيل درجة الماجستير في القانون الدستوري كان موضوعه "حق الشعوب في مقاومة الحكومات الجائرة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري"،  وللمزيد عن تاريخه أحيلك لما كتب عنه في الويكيبيديا.



ولأن دراستي وعملي يختصان بالتخطيط الاستراتيجي ووضع برامج التنفيذ فأنا أعلم جيدا أن ما قدمه جميع المرشحين لا يسمى برنامجا انتخابيا مدروسا واضح المعالم وخطوات التنفيذ حتى يمكن الحكم على قابليته للتطبيق، وكل ما نراه لا يعدو أفكارا وأهدافا عامة، متقاربة إلى حد كبير، ولكن هذا الأمر لا يشغلني حاليا لسببين رئيسيين، أولهما أن وضع برنامج انتخابي هو مهمة متعددة المراحل والمستويات وتتطلب فريقا كبيرا وعملا مؤسسيا واضحا وهو شيء بعيد المنال في بلد لم تعتد على العمل الجماعي والمؤسسي، والسبب الآخر أن المطالب الملحة للمرحلة الحالية في رأيي لا تشمل برامج التنمية والتطوير، وإنما تحصين الثورة ومنع الارتداد لدولة العسكر والفساد، وعلى كل الأحوال فإن نجاح الرئيس القادم في اختيار أصحاب الخبرة والقدرة على التخطيط والإدارة، بالإضافة لتفعيل بعض القرارات كتطبيق الحد الأقصى للأجور ومراقبة مصادر الدخل وأوجه الإنفاق في الميزانية، هاتان الخطوتان كفيلتان بمعالجة المطالب الاقتصادية العاجلة في المرحلة الحالية، حتى ننتهي من وضع أسس الدولة الديمقراطية الحديثة.


لن أرهق نفسي في الرد على التهم التي لا أسانيد لها والتي تخالف صريح ما جاء على لسان حازم صلاح أبو إسماعيل في جميع لقاءاته المصورة قبل الثورة وبعدها، ما يعنيني هنا مأخذ واحد يتعلق بالتفاصيل الاقتصادية لبرنامج حازم صلاح أبو إسماعيل وأنها غير دقيقة وفيها مبالغات شديدة، والحق أنني لا أعلم صحة الأرقام ولا صحة الاعتراض عليها، وأرى أن توافر هكذا بيانات صحيحة رسمية هو شيء صعب بالنسبة لمرشح في بلد لا يؤمن بالبيانات ولا شفافيتها وإعلانها، وأنه اجتهد بالاستعانة بما أتيح له من المصادر التي يعرفها، فإن كان قد أخطأ فلنصحح له بياناته، ولتكن المصارحة والعلانية هما الحاكمين لعمل الحاكم والمؤسسات.

ولأنني لا أريد أن أجعل مقالي ديباجة مدح وطنطنة، وكي لا تكون دعوة لدعمه بلا قيد، فأنني أعاهد الله أن اختياري لحازم صلاح أبو إسماعيل ليس افتتانا به، ولا هو صك طاعة عمياء وموافقة على كل ما يفعل، بل هو تكليف ثقيل، نريدك أن تستكمل مطالب الثورة الأولى، وأن تحصن مكتسبات الثورة بالتعديلات التشريعية والدستورية التي تضمن ألا يطغى مسئول بعد ذلك، وأن تعلي شأن القانون وقيم المسئولية ومحاسبة المذنب أيا من كان، وأن تؤسس لحكم المؤسسات، وأن تهدم دولة الفساد والطغيان والعسكر، وأن تحقق لنا شعار حملتك في الداخل والخارج.

قد كان رسول الله يتفاؤل بالأسماء الحسنة، وندعو الله أن يكون لك نصيب وافر من اسمك في الحزم والصلاح، وسنظل مرابطين بجوارك، نساعدك حينما تطلب المساعدة، ونقومك إذا ما حدت عن الطريق، ونقييمك عند انتهاء مدتك الرئاسية، على هذا سنختارك، وعلى هذا بايِعنا (بكسر الياء) يا حازم.

هناك 3 تعليقات:

AHMED SAMIR يقول...

سيدي الفاضل:
الهجوم على السيد حازم ابو اسماعيل ليس هجوما على شخصه الكريم فلربما كانت خصاله و صفاته تؤهله لأن يكون من اعظم من انجبتهم البشرية
و لكن هل تؤهله لكي يرأس شعبا متعدد التوجهات و الانتماءات و الامزجة...؟!!
هل ما يعلنه من صرامة في تطبيق الحدود و النقاب و الفصل بين الجنسين في التعليم و الوظائف و المواصلات...الخ تناسب بلدا مثل مصر...؟!!!
هل البلد تحتمل برلمانا ذو اغلبية اسلامية و رئيسا ذو افكار سلفية...؟!!!

Hossam Elamir يقول...

كل ما ذكرته ليس له أساس من الصحة، واتهامات تخالف ما صرح به حازم صلاح أبو إسماعيل شخصيا في جميع اللقاءات التي أجريت معه.

غير معرف يقول...

يا استاذ AHMED SAMIR عاجبنى اسلوبك فى النقاش جدا عشان مش بتهاجمه من غير سبب ولا بتهاجمه كشخصيه حضرتك بس بتهاجم بعض تصريحاته بس زى ما Hossam Elamir رد على حضرتك وقال الكلام ده مش مظبوط ياريت تتفرج على المناظره بينه وبين 6 من السياسين والنائبه والثائر ورئيس الفلاحيين واستاذ الاقتصاد وشوف رده على بعض الاتهامات فى بعض تصريحاته ودور حضرتك على الفيدوهات الكامله لكل تصريحاته اللى بيستخدمها معارضيه لتسويئ سمعته عن طريق تقطيع الفيدوهات وركز فى كلامه حضرتك يعنى مثلا هو رد على النائبه اللى اتكلمت على تصريحه بشأن النقاب انه قال( ياريت الناس كلها تلبس النقاب بس انا مالى هو انا حنقب الناس كلها؟ دى حريه شخصيه) وقالها انا مالى هو انا حنقب المسيحيين هى قالت عادى دى مش حاجه وحشه قالها ايوه بس لو انتو عايزين تتنقبو اتنقبو مش انا اللى حنقبكو