من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

السبت، 27 أغسطس 2011

المخلل... الطبق المقرر


تجده على كل الموائد، الأغنياء والفقراء، مع الزفر والأرديحي، لا تطلبه في المطعم لأنه يوضع أمامك بدون طلب، ولن تطلب أن يلف الباقي منه لتأخذه معك لأنه غير محسوب على الفاتورة، ومع اختلاف ألوانه فهو تقريبا نفس الطعم، ليس به فائدة غذائية أو طبية تذكر سوى أنه يفتح شهيتك فتصاب بعسر الهضم من فرط الأكل، ثم يرفع ضغطك بمحتواه الملحي العالي، إنه المخلل.

هذا بالضبط ما أحسه عندما أشاهد السيد عمرو موسى، صاحب ربطات العنق الأنيقة، الذي يشبه طبق المخلل في تنوع ألوانه وبهجته، وشعاراته الرنانة التي تسيل لعاب المستمعين الجوعى لبطولات العجز وقلة الحيلة، ويتواجد في كل المحافل لأنه يؤكل مع كل الأطباق.



رأيي في السيد عمرو موسى قديم، لا أذكر بالضبط متى بدأت تكوينه، ولكنه اكتمل قبل ما يقرب من السنوات الثلاث، فعلى غير العادة لم أكن منبهرا به أيام استوزاره وزيرا لخارجية مصر، صحيح أنني لم أكن أراه ضعيفا ولا مهتزا، ولكنني لم أره قويا ثابتا كذلك، كان امتدادا لمن استوزره في جمال الصورة مع خواء المضمون، ثم انتقل للجامعة العربية، فتوسم أغلب الناس قفزة في الأداء على يد من كلامه موزون ويكره إسرائيل، ولكنه خيب جميع الآمال، فالضعف الذي أصاب الجامعة في عهده -على ما بها من وهن- أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجامعة العربية ما هي إلا مبولة كان يستخدمها الاستاذ مدحت في فيلم الإرهاب والكباب، ولا يحلو الكباب إلا مع الطحينة وطبق المخلل.

الميزة الأخرى التي أجمع عليها جميع من تكلموا عنه -غير أناقته- هي لباقته وقدرته على إطلاق الشعارات، وإن كنت مؤخرا أجد أن ما يلفت النظر في حديثه هو الكلمات التي لا تدري ما المراد منها وأن جمله تقرأ من الشمال إلى اليمين كما تقرأ من اليمين إلى الشمال، فما معنى أن يقول أن الإنفلات الأمني سينتهي عندما يتحقق الاستقرار! وما المراد من قوله واصفا سكان المقابر والعشوائيات بأنهم «أموات فوق الأرض»؟ هل يريد أن يدفنهم أم أن يحييهم؟ ثم كيف نفهم محاولته لتبرير موافقته على تصدير الغاز بأنها خدعة سياسية وحتي تعلم إسرائيل أن هناك العديد من المزايا التي ستحصل عليها في حال قرار السلام؟ أولم تكن مفاوضات مدريد بمبدأ الأرض مقابل السلام؟ فما محل الغاز من الإعراب؟ ثم كيف يكون الأمر خدعة في حين يضيف أنه كان المقصود في الاساس هو امداد قطاع غزة بالطاقة والسماح بالدراسات اللازمة لجدوى المشروع وهو ما لم يكن ممكنا بتاتا دون الاشارة الى ان الهدف هو التصدير الى منطقة غزة اسرائيل؟ مجموعة من الشعارات اللي تصلح لأن تكون إفيهات.



السيد عمرو موسى يلعب بالورقة الرابحة في نظره، أن يكون طبق المخلل على موائد الطبقة المتوسطة والفقيرة، ويستعين بشعبان عبد الرحيم، رمز الشعبية، ورمز الجهل، ورمز الهتاف لمن ملك، ويؤم الناس في افتتاح مجمع إسلامي! فقد تعلم درسا من ندوات المثقفين والنشطاء، فلا أسئلة محرجة، ولا انتقادات جارحة، ولا اعتراض على كلام الله، فبضاعته المزجاة لن تجد لها رواجا إلا عند من يطلب "بربع جنيه" مخلل زيادة.

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

kalam mawzoon we fel goon da2eman ya Hossam
ela al amam ya sadeeky we zawed el left shewaya fel mekhalel 3ashan ba7ebo
:)

Ahmed Khairy

Hossam Elamir يقول...

تسلم يا خيري والله كنت هزعل لو مقريتهاش وانا عارفك إنك شادد الكوبس اليومين دول

غير معرف يقول...

ya basha ana law shaded el kobs 3al nas kollaha mashedoosh 3ala ebda3atak, bas ana fe3lan hakhtafy fatra kad tatool aw taksor 3an el FB famatez3alsh law et2akhart 3an el kera2a leek
we kol sana wenta tayeb

Hossam Elamir يقول...

وانت طيب

عنتر عثمان يقول...

صدقت في وصفك للمخلل واوافقك في ان نفعه لا يقارن بضرره وبالرغم من ذلك لا تخلو منه موائد البسطاء
سيقبل البسطاء علي طبق المخلل بكل نهم ربما رغبة في طعمه الذي اعتادوه أو جهلا باضراره
قدم طبقين للرجل البسيطاحدهما طرشي بلدي والآخر اختر اسمه لأني انا قد لا اكون اعرفه (كافيار - كلوسلو - فواكه بحر)
اعرف النتيجة المتوقعة فهل انت تعرفها
أؤكد لك انه سيختار المخلل
ولا تنس أيضاً هؤلاء من سيرفضون المخلل ليس من اجل الطبق البديل ولكن لانه يخلو من حبة البركة
كلمني عن الزيتون الكلاماتا  

Hossam Elamir يقول...

والله لو في المخلل فائدة ما كنت انتقدته

Unknown يقول...

ما عاد يفزعنى ذلك الغسيل الدماغى الذى بات اعلامنا بارعا فيه بدءا من مرحلة تخدير العقول ثم تنويم الجسد ثم الغسيل الدماغى ثم التلميع ثم النفخ الا ان يأتى الانفجار وهذه هى الطريقة الاسرع والاسهل والاخطر حتى يتمكن النظام الفاسد من تقديم رموزه (بلالينه) كملائكة الرحمة والتى بدونها يعم الخراب بلادنا وعلى رأسهم المخلوع مبارك حيث ظل اعلام النظام يمجد فيه وصوره لنا على انه المخلص للبلاد وحامى الحما وقاهر الاعداء ولا بديل له والا سنموت جوعى وسيعم الخراب والقحط فهو اشبه بالبالون الذى اصحبنا ننفخ فيه من قوتنا ودماءنا وثرواتنا وشبابنا حتى امسينا به ينفجر فينا بما يحتويه من خراب وهواء فاسد واصوات مرعبة تدق ابواق الظلم والعذاب , ومع ان المخلوع قد رحل الا ان نظامه مازال باقيا وعلى نفس النهج فتارة يحاول اختزل ثورتنا فى شخص ويستمر فى تلميعه ونفخه كالبالون ثم يفجره فينا بدبابيس التشهير والتشويه امثال وائل غنيم ظنا منه ان الثورة مثلها مثل هذا البالون وغباءا منه الايعى ان الثورة عقيدة وفكرة وليس لها بطل اوحد ، وتارة اخرى يأتينا النظام بأحد رموزه ممن كانوا وراء ستار الفساد كاللهو الخفى امثال عمرو موسى فيأخذ فى تلميعه ليقدمه لنا كرئيس قادم ونحن نعلم جيدا من أين هو قادم ! ونعلم جيدا انه كان احد اركان نظام المخلوع كما كان له دورا جليا فى تدمير الجامعة العرربية وجعلها جسدا بلا حراك ولن ننسى مهزلة مؤتمر دافوس حين ظل موسى ملتصقا بالكرسى ولم يحرك ساكنا حين قام قام بيريز بسب العرب والمسلمين بينما كان اردوغان ثائرا عليه .
فيا أيها النظام الفاسد نحن لا نريد من يلتصقون بالكراسى ولقد سئمناكم وسئمنا أساليب التلميع والنفخ . فثورتنا هى ثورة بيضاء طاهرة ، فتبا لمن فكر فى افسادها . كونوا على حذر يا بلالين النظام.

Hossam Elamir يقول...

النظام ضحى بقطع غيار لبقاء النظام على حاله