من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الأربعاء، 7 مارس 2012

عشان سنك كده صغير


اكتب اليوم اثباتا للحضور، فلا تنزعج عزيزي القارئ إن لم يرق لك ما تقرأه، فقد بدأت الكتابة بعد الثورة لأخرج مكنون صدري من أمل موقن بقرب حدوث التغيير، وزاد إنتاجي من الكتابة كما وجودة مع تتابع الأحداث وتقلبها، حتى إذا ما مر عام على بدء تدويني أحسست بفراغ جعبتي، فالأمل ما عاد أملا، ورتابة الأحداث قتلت الإلهام، فإن رأيت ما اكتب لا يستحق القراءة، فلتترحم على موهبة قتلها عجَّز شاخوا على كراسيهم حتى بدأ يأكلهم الدود، ولا تستأسد علي في النقد والتجريح، اذكروا محاسن موتاكم، فإن لم يكن لهم محاسن فلا تسلخوهم.

ولأن مداد تدويني قارب على النفاذ، أو هكذا أحسب، فأردت أن أوثق شهادتي بحق حركة 6 إبريل، بحكم قربي من أعضائها عمرا، وإعجابا بثوريتها، واستكمالا لعادتي في دفع التهم المرسلة عن المتهم ظلما.

تطالعنا الصحف بخبر القبض على عضو فى حركة 6 أبريل بتهمة توزيع بيان تعريف بالحركة، ألهذا الحد بلغ التهافت على اختراع تهم ساذجة! ألم تكن حركة 6 إبريل شريكا في الثورة التي أجلستكم على مقاعد حكم البلاد! وكنتم تشيدون بها وبدورها! وهي الجماعة الوحيدة التي برئت بالاسم من تلقي تمويل أجنبي حسب تحقيق وزارة العدل المصرية! ويصر العسكر ومن والاهم من الفلول والفاسدين على ترديد اتهامات هم سموها ما أنزل الله بها من سلطان، وعلى رأي المثل: (اللي فيها تجيبوا فيك)!

ومن هوان الدنيا أن تسمع اتهامات ل6 إبريل ممن ساند الثورة أو شارك فيها، أو على أقل تقدير تهوينا من نتيجة مشاركتهم، فهم لا يقارنون بغيرهم من الحركات العريقة صاحبة العقود الطويلة في المعارضة والكفاح الوطني، وهو قول صحيح إذا ما كنا نقارن كيان الحركة بغيره من الكيانات، غير أنه يهمل وجه مقارنة آخر ينحاز إلى حركة 6 إبريل.

يقول علم الإحصاء أن طرق تحليل البيانات وربطها بالمتغيرات يعطي نتائج أكثر إفادة في اتخاذ القرارات، ولهذا أرى أن مقارنة تاريخ حركة 6 إبريل بتاريخ أي جماعة وطنية سابقة هو إجحاف، حيث أنه اعتمد على عامل لا دخل للحركة فيه وهو تاريخ إنشائها أو ولادتها، فكيف يلام شخص على تأخر مولده! أو كيف يثاب آخر على سبقه في التاريخ! والأولى أن نقارن أفراد الحركة ومواقفها الحالية بأفراد غيرها من الجماعات ومواقفهم في ذات الوقت، فمع كل التقدير لنضال جماعة على مر الزمان، يجب النظر إلى المواقف والتضحيات التي تقدم في نفس المدة من التاريخ، انظر لمشاركاتهم وإنجازاتهم، وتذكر مواقفهم الثابتة من رفض التحاور مع النظام في الوقت الذي هرع فيه غيرهم لنيل المنح، ذلك أن 6 إبريل آمنت أنها حقوق يجب الحصول عليها كاملة، بينما رضي غيرها بمنح منقوصة تناسب سقف تضحياتهم وإصرارهم.

أن توقر الكبير فهذا من تمام إيمان المرء، وأن تعترف بفضل السبق وشكر السابق فهو من تمام شكر الله، ولكن تاريخنا يحكي عن قصص التقدير لمن أعطى وأنجز بغض النظر عن صغر سنه، ذلك أنهم منحوا الفرصة للقيادة ووثق فيهم، ولا أدري ما يضيرنا إن أقررنا بفضل 6 إبريل وهم لا يطمحون لحكم ولا منصب، رغم أنني أرجح أن فيهم المؤهل لشغل مناصب بأفضل مما يفعل المرتعشون أصحاب (حكمة الزمن)، ولكنه الزمن الذي يكافأ فيه الناس والجماعات بسبب كبر سنهم، ولا عزاء ل 6 إبريل إلا أغنية عمرو دياب: (يا ريت سنك يزيد "قرنين" عشان سنك كده صغير... يزيد لكن في "ثوريتك" مفيش ولا حاجة تتغير... "قرارك" هو هو يكون و"قلبك" يبقى نفس اللون... "شجاعتك" لسه بتفتح ومن دلوقتي بتحير).

هناك تعليقان (2):

سمية صلاح مقلد يقول...

كلام جميل في مجمله ..لكن هناك بعض مما اغفلته..لوان 6ابريل انفسهم قالوا انهم جبهتان جبهة وطنية مخلصة ثائرة..وجبهة اخرى دربت خارج الوطن على الثورة ليس من اجل الوطن بل لاغراض اخرى وان كانت هذه الجبهة هي الاعلى صوتا واللتي تتبع الصحف اخبارها وهي من رفضت التحاور لانها تتلقى تعاليم من خارج الوطن ويراد ان يكون رفضهم نقطة قوة لصالح اهدافهم .. و لكي يصبحوا في واجهة الثوار لو اخذنا هذا في الاعتبار لتريثنا قليلا في اتهامهم وفي تمجيد نضالهم

Ahmed Faris يقول...

من إبريلي قبل الثورة وبعدها ..
6 إبريل من الطبيعي أن تجرح وتنتهك في هذا الوطن
1- لأنه ليس من الطبيعي على شعب يعاني من العصبية والتعصب الشديد لدين وشكل ومظهر أن يعي بأن هناك حركة تضم كافة التيارات والإتجاهات فقط من أجل وطن إسمه مصر.
2- لأنه من الطبيعي أنها الحركة الأكثر فضحاً لجرائم الفساد والظلم القابع بمصرنا.
3- لأن بعض تصرفات اعضائها الشخصية لا ترقى لمناضلين ضد الظلم والفساد والجهل وذلك لأنها تصرفاتهم هم الشخصية "لست عليهم بمسيطر"
وكل مكان فيه الوحش وفيه الكويس