من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الاثنين، 11 أبريل 2011

عفوا سيادة الرئيس، أدام الله غباءك

لا أدعي أنني ممن يقرؤون لشكسبير، ولولا أني شاهدت تسجيلا لمحمد سعد وهو يلقي جزءا من مسرحية يوليوس قيصر ما كنت لأعلم عنها شيئا، يقول شكسبير في مسرحيته على لسان كاسيوس وهو يتحدث عن قيصر: "....إني ليدهشني أن رجلاً على هذه الجبلة الخرعه أن يسبق هكذا إلى مُلك الدنيا ويحمل راية النصر وحده"

من المفارقات التي تنفرد بها ثورتنا أن إفسادها ممن قاموا بها يحدث باستمرار، وأن دعمها يكون ممن قامت ضده، ، ومن غرائبها أيضا أننا نستفيد من الرئيس بعد لفظه أكثر مما استفدنا منه أثناء قبوله، على الرغم من الفارق في مدة الحالتين، وفيما سبق من إجمال نحتاج إلى بعض التفصيل والتوضيح، ذلك أن غياب الخبرة وعدم وجود قيادة أدى إلى ضباب الرؤية والتباس الأمر على الثائرين، فلن تجدهم يحققون أهدافا محددة إلا عندما تتفق المطالب وتتوحد، وهي فرص قليلة في أيام الثورة وعدم الانتظام، وعند سوء المعطيات تسوء النتائج، فهذا التخبط وانعدام الأهداف الموضوعية هو ما أدى إلى اقتراف الثوار لأخطاء من قبيل التصادم مع الجيش أو التعصب لمعسكر التأييد أو الرفض للتعديلات، أو التخويف من الجماعات الإسلامية، وكلها فرص للقضاء على الثورة لولا رحمة الله ولطفه، وحين كان معسكر الثوار ينتحر ذاتيا، تأتينا المعونة من معسكر الرئيس بأفضل مما نتوقع، ففي الوقت الذي انقسم فيه الشعب بعد خطاب الرئيس الشهير الذي استدر به العطف، أبى الرئيس أن يغتنم الفرصة وسارع بإهدائها صبيحة اليوم التالي عبر موقعة الجمل، والتي أزعم أنه لولاها لكانت الثورة انطفأت أو قل على أفضل تقدير لصرنا كما سوريا واليمن وليبيا.

ومنذ الجمعة الماضية وما سبقها ولحقها من أحداث وتحول الأهداف تجاه الجيش بطريقة مربكة، جاء الفرج بخطاب السيد الرئيس، فتنبهنا إلى مطالبنا الأساسية، وعلمنا أنه ليس معزولا، وأنه ما زال يخطط ويتصرف ويتواصل مع مؤيديه من الخارج، وبعد أن كان تمهل النائب العام في محاكمته بدعوى التثبت من أموال الرئيس المهربة وكيفية استرجاعها، أصبحت محاكمته جنائيا على ما اقترفه من قتل وإهدار للمال العام حتمية وبأسرع مما حسب، ذلك أنه قالها بملء فيه أنه ليس لديه أموال تقدرون على إيجادها أو اثبات صلتها به، فلم التأخير إذا، أراد أن ينفي عن نفسه تهمة التربح فألزم نفسه التحقيق بشأن القتل.

إن تكرار السقطات من الرئيس المخلوع يثبت أنها ليست من قبيل المصادفة، وإنما هي قدراته الذهنية المحدودة التي تفقده أوراق اللعب بسهولة، وتخبره أنه إذا ما خبأ أمواله صار في السليم، وهو ما يجعلني استرجع كلمات كاسيوس لأعجب من جبلة هذا الرجل في الوقت الذي يسبق فيه إلى حكم أقدم حضارة في التاريخ.

بقي أن أذكر ملاحظة بخصوص محمد سعد فهو موهبة فنية فريده،  ولا اتحدث عن هفواته المسفة التي من كثرتها صارت طابعا له، ولكنني رأيته في مشاهد متفرقة أثبت فيها قدرات آسرة، ولعل هذا المقطع الذي يلقيه من مسرحية شكسبير هو أحد دلائل موهبته، ربما آثر في العهد السابق أن يكون اللمبي بغبائه الشديد، حتى يتماشى مع عقلية السيد الرئيس، التي ندعو الله أن يديمها علينا نعمة ويحفظها من الزوال إنه سميع مجيب.


تحديث:
اليوم بعد ما يقرب من 4 أشهر من كتابة المقال، يصر الرئيس المخلوع على اثبات غباءه، فيظهر هو وأولاده في قفص المحاكمة بنفس العجرفة واللامبالاة، حسنا فعلوا فقد خسروا بذلك تعاطف ربات البيوت ومن على شاكلة الست أمينة زوجة السيد أحمد عبد الجواد

ليست هناك تعليقات: