من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

السبت، 11 يونيو 2011

مصر بلدي... والكويت أهلي

قلب الأصيل يتسع لكل ذي فضل عليه، وذووا الفضل كثر ولا تعارض بينهم.

قرأت مقالا لصديقي الأديب عنتر عثمان بعنوان (بلادي والكويت… سلمتما للمجد) فحرك في نفسي الرغبة في توثيق شهادتي بخصوص بلد ربيت على أرضه، فحبنا للكويت وإخلاصنا لها هو دليل على استمرار حبنا وإخلاصنا لوطننا الأول مصر، فالارتباط بالوطن في الغربة كنبت نقل من تربته الأصلية، فأنت تحتاج لتربة بديلة تحفظ له الحياة، وتضمن ألا تموت جذوره حتى إذا ما عاد إلى وطنه كأنما أعيد إلى تربته، ولن تجد محبا صادقا لوطنه مصر لا يحب الكويت التي عاش فيها، ولو رأيت من ينكر فضل الكويت فاعلم أنه جاحد لفضل بلده مصر من الأساس.

كثير هم من على شاكلتي، ممن يعتبرون من الجيل الثاني أو الثالث لعائلاتهم التي استوطنت الكويت منذ خمسينيات وسيتينيات القرن الماضي، وهي شروط تمنحهم جنسية دول أخرى لو كانوا يعيشون بها، وهم يعرفون فضل الكويت عليهم كما هو على غيرهم، تعلموا وتعالجوا وعاشوا ومارسوا شعائر دينهم بحرية، وتثقفوا وسافروا إلى بلادهم يحملون صورة إيجابية عن الكويت، وعادوا إليها وهم يحملون حنينا وشوقا، وكما يعرفون فضلها فهم يؤمنون بقدرهم في المشاركة في بنائها ونهضتها، فبنوا وأصلحوا وعلموا وعالجوا وخططوا ونفذوا، وكل من هم على شاكلتي يريدون العودة للمشاركة في رد الجميل.

نحن نعلم حساسية التركيبة السكانية والجغرافية للكويت، ولا نجادل في القرارات السيادية السياسية، ونقدر أولي الأمر جيدا، ولا نطلب إلا أن يوقنوا أننا لا نفاوض على أمن وأمان وتماسك وعروبة الكويت، ولن نقبل بما يحوم حول حماها، ولا نزايد عليها، وإن موقف مصر معها إبان الغزو الغاشم كان موقف شعب قبل أن يكون موقف رئاسة، وهو موقف ليس تفضلا، بل هو قدرنا الذي نقبل به بصدر رحب، ولا نطلب عليه أجر.

يؤلمني بعض الأحداث الفردية من اعتداءات على بعض المصريين العاملين في الكويت، أو فصل تعسفي لطلبة أو موظفين، هذه الأحداث على تكرارها قد تفسر تفسيرات أخرى، لذا أناشد قضاء الكويت الذي نؤمن بحريته، وكذا العقلاء من أهل الكويت وهم كثر، أن يتصدوا لهكذا تجاوزات، التي تجرح صفاء صورة الكويت قبل أن تؤذينا.

كنت قبل الثورة أفخر بالكويت بين أقراني في مصر أنها بلد خير، السواد من شعبها طيبون ويقبلون الغريب، وجلهم يعرف لمصر والمصريين فضلها وقدرهم، ويحترمون انسانية الانسان، ولا يعتدون، وكنت أسوق من المواقف الكثير للدلالة على صدق كلامي، والآن بعد الثورة واسترداد مصر حريتها، أملنا أن نصل بها للحرية والكرامة والعيش الكريم، وأرجو ألا تكون الكويت معنا بعد ثورة مصر التي أعادتها لمكانها بأقل من الكويت التي عرفناها طول عمرنا.

هناك تعليقان (2):

عبد الرحمن سالم يقول...

الكويت بلد جميلة فعلاً لو حبّيت أهلها (أو بمعنى أصح لو أهلها حبّوك)... :)

Hossam Elamir يقول...

اغلبهم بيحبوك