من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الأربعاء، 25 يونيو 2014

نيكروفيليا


يقول سيء الذكر اللواء الرويني -فضح الله سره- أنه كان ينشر إشاعة فيهيج ميدان التحرير، وينشر أخرى فيهدئه، إن كان هذا هو منهج قائد المنطقة المركزية، فكيف يكون منهج رجل المخابرات!

أزعم أن كل الإشاعات التي اتهم بها الثوار عموما، والتيار الإسلامي خصوصا، كانت ضمن خطة مرسومة تولى كبرها مدير المخابرات الحربية آنذاك، السفاح المنقلب السيسي، ولعل بعض تلك الاتهامات حيل دفاع بمقتضاها نسب السيسي إلى غيره ميولاً وافكاراً مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها، مسقطا بذلك عيوبه ورغباتة المحرمة والعدوانية أو الجنسية على الناس حتى يبرء نفسه ويبعد الشبهات عنها، هكذا وصف فرويد الإسقاط النفسي، وهكذا فعل السيسي...

"جماع الوداع"... أشد الإشاعات شذوذا واستقباحا... ولم يكن لها وجه من أوجه المقاربة لحادث صحيح، إشاعة تامة الفبركة لا أصل لها... إلا ما يتضح لنا الآن من هوس السيسي بلقاء الزعماء الأموات... آخرهم بوتفليقة... انجذاب إلى جثث، انتكاس نوعي بامتياز، بغرض الحصول على شريك غير قادر على الرفض أو المقاومة، ليتغلب على الانعزال والإنطوائية، أشخاص لا يهددونه، ويظهر إلى جانبهم قويا فتيا...

إن وضع البلاد الاقتصادي السيء الذي يفرض على سلطة الانقلاب محاولة إنعاشها عبر أموال الخليج وغاز الجزائر، مقابل تأجير مرتزقة الجيش للقتال في العراق وليبيا، لحقيقة تفصح عن نفسها بوضوح سافر، غير أن التلازم بين هذه الظروف والاحتفاء المريب من السيسي بالزعماء الأموات لا يمكن تفسيره في سياق حرص السفاح المنقلب على إنقاذ بلده بقدر ما يشي بانجذاب طاغ نحو تلك الجثث، حتى وإن لم يتوفر المال أو الغاز...

نيكروفيليا السيسي... ترمم سياسي واقتصادي وعاطفي...

هناك تعليق واحد:

سعيد طلال يقول...

اوجزت فأنجزت