من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الأحد، 8 يوليو 2012

سياسة غرف النوم


سامحكم الله يا من هبطتم بسقف توقعاتنا لأفعالكم للدرجة التي تشعرني بالنشوة فقط لسماع قرار السيد الرئيس بعودة البرلمان المنتخب المعتدى عليه من العسكر المغتصب، ولكنني سأرضى أن أعيش هذه اللحظة حتى وإن كانت نشوة كاذبة!

حتى تعلم مقدار الإثارة التي أشعر بها دعني أعرفك أنني منذ 10 أيام أتابع فيس بوك وتويتر من جهاز جالكسي تاب، والآن فقط أتابعه من اللاب توب، حتى يتسنى لي أن أكتب لك هذه الكلمات، وعلى شفتي ابتسامة جذلة، ليس فرحا بعودتي للكتابة بعد ما يقرب من الشهر انقطاعا، ولكن احتفاء بقرار الرئيس، واسمح لي أن أصف لك أوضاعي الآن، فأنا من فرط الإثارة لا ارتاح جالسا على الكنبة أو جالسا على الأرض.

ربما تكون قد لاحظت استخدامي لألفاظ "نشوة" و"إثارة" و"أوضاع"، وهي كلمات تتسق مع فكرة المقال الأساسية، هذا المقال تراودني فكرته منذ أيام راغبا في الحديث عن عدم مصارحة الرئيس لشعبه، ولكن الله أراد أن يخرج المقال مطعما ببعض الضوء السهاري الذي يزيد من إثارة غرف النوم.

نحن شعب ادمنا الوصاية الأبوية، ونحيط ما يحدث في غرف النوم بهالة من السرية، وهذا بالضبط ما أصف به وضع الرئيس معنا، نعلم أنه يواجه تحديات قاتلة، ولا يستقيم له الأمر بسهولة، وهو بين رغبته الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه قبل جولة الإعادة، وما يفرضه عليه الواقع من ظروف ومعوقات، وكان الأولى به مصارحتنا بكل ما يقابله، ليس من باب عجزه عن اتخاذ القرار، ولكن من باب سد مداخل الفرقة وسوء الظن والبلبلة، ولكن السيد الرئيس أبى أن يغير ما وجدنا عليه آباءنا، وظللنا نناجي النجوم فنسمع ردها ولا رد من الرئيس على تساؤلاتنا.

في موروثنا نعامل كل مسئول على أنه أبونا الذي يحبنا ويعلم الصالح لنا، فلا يجوز مناقشته فضلا عن معارضته، فلا هو يريد لنا أذى، ولا هو بجاهل،أما عن أنشطته ونقاشاته وأخذه ورده فيما يخصنا نحن فقد أصبح في سرية ما يتم في حدود غرف النوم المغلقة! وأقصى ما تستطيع استشفافه هو بسمة الرضا أو عبوس الكدر في الصباح الذي يلي ليلة الخميس الحمراء!

لا أدري كيف يستقيم لنا المطالبة بعلانية مناقشة أمور الجيش وميزانيته -وهو لب مشكلة العسكر معنا- ثم نبتلع سرية ما يصير مع الرئيس من تطورات وأمور يحتاج فيها لدعمنا قبل رأينا، فلو كان الكتمان معينا على نجاح بعض الأمور، فإن الإعلان اجهاض لكل الهجوم المتوقع حينما تتخذ قرارا على خلاف ما وعدت به أو ما يريده الناس.

ما زلنا نطالب الرئيس بالشفافية والمصارحة، وأن يحمي ظهره بالشعب، بل ويتخذهم درعا في مواجهة تغول سلطة العسكر الغاصبة، ودولة الفساد والمصالح العميقة، وإلى أن تصل رسالتنا إلى الرئيس ويعي أنها صادقة خالصة، فلننتشي بقرار عودة البرلمان، الذي كان كآهة انطلقت من قلب غرفة النوم قاطعة سكون السرية التي تحيط الممارسة التي تحدث داخلها، معلنة أن رئيسنا "يافت".

هناك تعليقان (2):

Wohnungsräumung يقول...

مدونة مميزة ..
شكراً ع الموضوع .... :)

Entrümpelung يقول...

Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours