من أنا

صورتي
طبيب ومدون، ابدأ خطواتي نحو المشاركة السياسية والحقوقية، أعشق الهدوء والخط العربي والتصوير. dr_hossam_elamir@hotmail.com

الاثنين، 6 فبراير 2012

مسئولون بفقر الدم



قديما قالوا: (اللي عنده دم أحسن من اللي عنده عزبه)، ففي الوقت الذي يصف رئيس الفيفا أحداث بورسعيد الخاصة بمباراة الأهلي والمصري باليوم الأسود لكرة القدم، ويضيف أن الأحداث كانت كارثية تفوق الخيال ويجب ألا تحدث أبدا، نجد سيادة المشير يصفها أنها حوادث يمكن أن تحصل في أي مكان بالعالم! فهل سيادة المشير أعلم بالشئون الكروية من رئيس الفيفا؟ وكيف يكون رئيس الفيفا أقدر على تقدير المخاطر واحتياجات التأمين من أصحاب الرتب العسكرية!

لم يكن هذا التصريح هو الشذوذ الوحيد عن المنطق والعرف والإنسانية، فمنذ الأمس تدور معارك طاحنة في شوارع وسط البلد، وقنواتنا تنقل هدوء ميدان التحرير، وحين تنشغل الوكالات العالمية ب(قنابل) الغاز المقذوفة، يناقش برلماننا (أنابيب) الغاز المخطوفة، فهل كان إعلان وفاة مفجر (خطوط) الغاز كذبة؟ ولو كان صحيحا فمن فجره للمرة الحادية عشرة؟ أم أن الخط انفجر حدادا على مفجره؟ مثلما يقف برشلونة وبايرن ميونخ وليفربول حدادا على أرواح ضحايا مذبحة بورسعيد، بينما محمد زيدان احتفل بأهدافه!


في بلدنا الحاكم أهم من المحكوم، فالمشير يذهب لاستقبال لاعبي الأهلي، ولا يستقبل جماهير الأهلي، فالجماهير يمكن تعويضها، مثلما يمكن تعويض الشعب، ولهذا لا نجد مستشفيات نعالج فيها مصابي الثورة، بينما (نطور) مستشفى السجن بمليون جنيه لاستقبال رئيس مخلوع! حتى المرض له عاده وممتاز، والحاكم يلعب في دوري الأضواء، أما الشعب فيلعب في دوري الحرافيش.

واستمرارا لفقر الدم، لا يستقيل اتحاد الكرة لدم الضحايا، إنما يستقيل خشية تجميد نشاط الكرة، فالفيفا أقوى منظمة، وأقوى دولة، وقديما طردتنا من كأس العالم بطوبة زيمبابوي، فهل نقدم لها شكوى لطرد المجلس العسكري بسبب سبعين ضحية؟ ولأن الفيفا تشجع على (اللعب النظيف) فهي تحمي اللاعبين والجمهور والحكم، أما المجلس فيشجع على (الرد العنيف) فلا يحمي إلا صناعة مكافحة الشغب، والداخلية تبني جدرانا عازلة (لوقف الاشتباك)، ثم تنطلق خارجها (لاستمرار الاحتكاك)، وجغرافيا الجدار العازل في فلسطين، والداخلية ليست في باب اللوق.

وما زلنا نعاني من عسكرة الدولة، فلم يكفهم أن يحكموا، بل حولوا التحرير لثكنة عسكرية، وحولوا المصانع لانتاج المكرونة والحلة والبوتاجاز، ولم يتحولوا إلى مدنيين، فكانوا كالغراب الذي قلد مشية الحمامة، ولا يستقيم رمز السلام مع قمع السلاح، لذلك فقسهم الألتراس فغنى لهم (يا غراب ومعشش جوه بيتنا، بتدمر ليه متعة حياتنا)، والشيء الوحيد الذي قد يفيدنا نحن المدنيين من العسكريين، أن نسرق تكنولوجيا الإشعال الذاتي من بوتاجازات المصانع الحربية لنضعها في خطوط الغاز طالما أصروا على توصيله لمن يتهموننا بالعمالة لهم، فعلا (اللي عنده دم أحسن من اللي عنده رتبة).

هناك 4 تعليقات:

Mnshawe يقول...

طول ما الناس شايفة ان مصر هى أمى و الحاكم هو أبويا و عصيانه زى عصيان أبويا بل ويمكن ربى البلد دى مش هتتعدل !!!

Asmar يقول...

فعلا عندك حق لما قلت الى عنده دم أحسن من الى عنده رتبة الناس دى لسه عايشة بمنطق النظام البائد وبنفس اسلوب تعامله مع المواقف

غير معرف يقول...

كلام مؤثر يقال فى زمن زاد فية عند الناس خاصية الارسال وضعف عندهم خاصية الاستقبال

غير معرف يقول...

كلام مؤثر يقال فى زمن زاد فية عند الناس خاصية الارسال وضعف عندهم خاصية الاستقبال